الحكومة النمساوية بعد ستة أشهر.. خطط اقتصادية بلا جداول زمنية واضحة

فييناINFOGRAT:

أكملت الحكومة الفيدرالية في النمسا ستة أشهر في السلطة حتى يوم أمس الأربعاء، حيث اختتمت أعمالها في Regierungsklausur (الاجتماع الحكومي) الذي انعقد يومي الثلاثاء والأربعاء، وأعلنت خلاله سلسلة إجراءات جديدة لدعم الاقتصاد ومواجهة التضخم. غير أن غياب جدول زمني محدد للتنفيذ أثار انتقادات، فيما اعتبر المحلل السياسي Peter Filzmaier أن الائتلاف الحاكم يشكل “حكومة عمل صغيرة الخطوات” تواجه “مُعاناة السهل” بدل الشعارات الكبرى، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

إجراءات اقتصادية من دون مواعيد واضحة

أعلنت أحزاب الائتلاف (ÖVP، SPÖ، وNEOS) أنها تعتزم رفع Investitionsfreibetrag (حد الإعفاء الاستثماري)، تسريع توسيع شبكة الإنترنت السريع، وإنشاء صندوق لدعم المواقع الاقتصادية. كما كشفت عن إجراءات للحد من التضخم، بينها مواجهة ما يسمى “Österreich-Aufschlag”، تعزيز الشفافية في الأسعار والمنافسة، ووضع علامات على منتجات Shrinkflation (الانكماش في حجم السلع).

لكن الحكومة لم تحدد متى ستدخل هذه التدابير حيز التنفيذ. البرنامج المعروض شمل أيضاً خططاً تتعلق بحزمة السكن، تأسيس Bundesstaatsanwaltschaft (النيابة العامة الاتحادية)، وتعزيز تعليم اللغة الألمانية في المدارس، إلا أنه خالٍ من أي جدول زمني مُلزم.

Stocker يطلب الصبر ويدعو للتفهم

في مؤتمر صحفي الأربعاء، دعا المستشار الفيدرالي Christian Stocker (ÖVP) المواطنين إلى التحلي بالصبر، مؤكداً أن “الأوضاع ستبقى صعبة في السنوات المقبلة”. وأضاف: “من الوهم الاعتقاد أن كل شيء سيتغير بين ليلة وضحاها، لكننا سننجح في دفع النمسا إلى الأمام، فقط أطلب تفهماً بأن ذلك قد يتحقق غداً أو بعد غد”.

تحليل: حكومة بلا استعراضات كبرى

المحلل السياسي Filzmaier أوضح أن الإصلاحات الهيكلية ضرورية، لكنها تتطلب تغييرات قانونية يشارك فيها البرلمان والأقاليم، وهو ما يجعل التقدم بعد ستة أشهر أمراً طبيعياً “في بداياته فقط”. وأشار إلى أن الناس أصبحوا متشككين من “المشاريع الضخمة والوعود اللامعة”، وأن هذه الحكومة اختارت الابتعاد عن “الإخراج المبالغ فيه”، مركزة على خطوات صغيرة وعملية.

وأضاف أن المستشار Stocker يتسم بالبساطة، فيما تمكن زعيم SPÖ ونائب المستشار Andreas Babler من التحول من معارض “طبقي النبرة” إلى شريك في السلطة، بينما بدأت زعيمة NEOS Beate Meinl-Reisinger في ترسيخ دورها في وزارة الخارجية.

معارضة تشكك في النتائج

أحزاب المعارضة انتقدت نتائج الاجتماع الحكومي، معتبرة أن الوعود لا ترافقها خطوات ملموسة أو جداول زمنية واضحة. ويرى المراقبون أن نجاح الحكومة في تثبيت صورتها كـ”حكومة عمل” يعتمد على قدرتها على تحقيق إنجازات صغيرة وملموسة، وإلا ستتحول إلى “سياسة الإعلانات فقط”، كما قال Filzmaier.

نافذة سياسية نادرة

بحسب Filzmaier، تتمتع الحكومة حالياً بفترة زمنية استثنائية نسبياً، إذ لا تلوح في الأفق سوى انتخابات بلدية العام المقبل في St. Pölten وGraz، بينما لا تجري انتخابات برلمانية إقليمية في Oberösterreich وTirol قبل 2027. وأضاف: “هذا الإطار الزمني الطويل، المتاح بالصدفة بسبب مواعيد الانتخابات، لا يتكرر إلا مرة كل عقدين تقريباً”.

واختتم بالقول إن معيار النجاح سيُقاس في نهاية عام 2026، حين يُسأل المواطنون: “هل يشعر أغلب الناس أنهم في وضع اقتصادي أفضل مما كانوا عليه من قبل؟”.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى