الرئيس النمساوي يحذر: الإعلام يواجه مفترق طرق ويجب ألا ينساق وراء منطق السوشيال ميديا
فيينا – INFOGRAT:
وجّه الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين تحذيراً حادّاً إلى وسائل الإعلام، داعياً إياها إلى تحمّل مسؤولياتها في ظل تحوّلات المشهد الإعلامي، وذلك خلال حفل توزيع جوائز “كورت فورهوفر” (Kurt-Vorhofer-Preis) و”روبرت هوشنر” (Robert-Hochner-Preis)، بالإضافة إلى جائزة “روبرت هوشنر للصحفيين الشباب” (Robert-Hochner-Nachwuchspreis) التي تم منحها لأول مرة في مقر الرئاسة أمس.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، مُنحت الجوائز هذا العام إلى الصحفي السياسي Josef Votzi، والصحفية في قناة ORF ضمن برنامج „Am Schauplatz“ Nora Zoglauer، بالإضافة إلى المحررة في صحيفة Wiener Zeitung Nora Schäffler.
الرئيس: الصحافة على مفترق طرق
في كلمته خلال الحفل، استخدم الرئيس Van der Bellen لهجة واضحة وتحذيرية تجاه القطاع الإعلامي، معتبراً أن الصحافة تقف اليوم على مفترق طرق. وأشار إلى أن التحوّل من “مستوى الشائعات” إلى “مستوى المضمون” كان فيما مضى “إنجازاً كبيراً” في تطور الصحافة.
لكن هذا التقدم مهدد اليوم، حسب وصفه، بسبب هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث “يطغى ضجيج العناوين المثيرة على بعضها البعض”، وتنتشر عناوين ملفتة بشكل مبالغ فيه، مصممة لجذب النقرات فيما يُعرف بـ Clickbaiting، أي جذب الانتباه بصرياً ولفظياً بشكل مضلل، وقال الرئيس ساخرًا: “مرحباً بكم مجدداً على مستوى الشائعات”.
وأشار فان دير بيلين إلى أن عدداً متزايداً من وسائل الإعلام يرضخ لمنطق وسائل التواصل الاجتماعي بدافع البقاء، محذراً من أن “السعي وراء هذا المنطق يُلغي الصحافة نفسها”، لأن الشائعات تنتشر هناك بالفعل دون الحاجة إلى صحفيين، مضيفاً: “نحتاج إلى الصحفيين من أجل المستوى الموضوعي، من أجل الجودة، والحقائق، والبحث عن الحقيقة. نحتاجهم بشدة.”
Votzi: البنية التحتية الإعلامية “أكثر تدهوراً من السكك الحديدية الألمانية”
من جانبه، أشار الفائز Josef Votzi، البالغ من العمر 70 عاماً، إلى أن الصحفيين كانوا يتمتعون في الماضي بمزيد من الوقت لإجراء أبحاث شاملة. أما اليوم، فأصبح العمل مقتصراً على المهام الأساسية “دون رفاهية الإبداع أو الاستقصاء الموسّع”، بحسب تعبيره.
وأعرب عن قلقه من تراجع البنية التحتية الإعلامية، قائلاً: “نحن نقلق بشأن إمدادات الطاقة أو وسائل النقل العامة، لكن يجب أن نولي اهتماماً مماثلاً للبنية التحتية الإعلامية؛ فهي في حالة أسوأ من السكك الحديدية الألمانية (Deutsche Bahn).”
Zoglauer: قوانين أكثر صرامة ضد “دعاوى الترهيب”
أما الصحفية Nora Zoglauer، التي تعمل في إعداد تقارير استقصائية منذ 13 عاماً، وخاصةً حول قضايا البناء في النمسا، فأكدت أنها تسعى لأن تكون “وجهة لمن لا يُسمع صوتهم”. وأشارت إلى أن الخوف من العواقب يلاحق العديد من المتضررين الذين يجرؤون على التحدث علناً عن الظلم.
وأوضحت أن فريقها الصحفي يواجه بانتظام محاولات ترهيب من قبل جهات نافذة، وخصوصاً شركات التطوير العقاري الكبرى، التي تبدأ أحياناً بشن حملات قانونية بواسطة جيوش من المحامين حتى قبل بث الحلقات.
وفي هذا السياق، طالبت زوغلاور بسنّ قوانين أكثر صرامة للحد من “دعاوى الترهيب” (SLAPP-Klagen) التي تهدف إلى إسكات الصحفيين والتأثير على العمل الإعلامي الاستقصائي.



