السجن المؤبد لسلوفاكي قتل واغتصب نمساوية تسعينية في فيينا
فيينا – INFOGRAT:
أُدين رجل سلوفاكي يبلغ من العمر 52 عاماً بالسجن المؤبد من قبل محكمة الجنايات في فيينا، بعد أن ارتكب جريمة قتل واغتصاب بحق امرأة نمساوية مسنّة تبلغ من العمر 91 عاماً داخل كوخها في منطقة فلوريدسدورف (Floridsdorf)، وذلك في سبتمبر من العام الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وقعت الجريمة في ساعات منتصف الليل، عندما قام المتهم بإشعال باب كوخ الحديقة الخاصة بالضحية ثم فتحه باستخدام كماشة أنابيب، قبل أن يدخل إلى الداخل ويعتدي عليها جنسياً ويقتلها، كما أقر بنفسه خلال المحاكمة قائلاً:
“ثم دخلتُ وقتلتها واغتصبتها”.
وأمام هيئة المحكمة، قدّم الرجل اعترافاً مفصلاً بجريمته، وقال خلال الجلسة التي شهدت النطق بالحكم:
“لقد فهمت، لقد حُكم عليّ بالسجن المؤبد، وأرغب في قضاء العقوبة هنا (في النمسا)”.
محاميته قالت إن موكلها لا يستطيع تفسير ما الذي حدث له في تلك الليلة:
“بالنظر إلى فظاعة الجريمة، من الصعب إيجاد الكلمات. هو نفسه لا يعلم ما الذي استحوذ عليه في تلك الليلة”.
ملف إجرامي حافل منذ سن العشرين
المتهم يُعد من أصحاب السوابق الخطيرة، إذ قضى ما مجموعه 29 عاماً من حياته خلف القضبان. ففي سن العشرين، ارتكب جريمة قتل في سلوفاكيا عندما ضرب شاباً بعد خروجهما من حانة ورماه في بئر، ما أدى إلى غرق الضحية. حُكم عليه آنذاك بـ 12 سنة سجناً.
لاحقاً، وبعد إطلاق سراحه، انتقل إلى النمسا، حيث أُدين في عام 2008 من قبل المحكمة الإقليمية في فيينا بالسجن لمدة 13 سنة بعد أن هاجم وسرق ثلاث نساء، من بينهن سيدة مسنّة تبلغ من العمر 95 عاماً. كان قد تعقّب هذه السيدة من متجرها إلى منزلها، ثم اعتدى عليها جسدياً من أجل سرقة 70 يورو، مما أدى إلى فقدانها البصر في إحدى عينيها بسبب اللكمات التي وجهها إلى وجهها.
بعد تنفيذ تلك العقوبة، تم ترحيله إلى سلوفاكيا، حيث واصل سلوكه العنيف وارتكب جريمة عنف جديدة داخل السجن، مما أخر إطلاق سراحه حتى يناير 2024.
العودة إلى فيينا وارتكاب الجريمة
بعد أربعة أشهر فقط من إطلاق سراحه، عاد إلى فيينا، حيث كان يعيش ليلاً في جزيرة الدانوب (Donauinsel) دون مأوى. ووفقاً لما عرضته النيابة العامة، فقد بدأ يتجول في مستوطنات الحدائق الصغيرة بحثاً عن ضحايا محتملات – دائماً من النساء.
اختار الضحية بعد مراقبتها، واقتحم كوخها، وهناك ارتكب جريمته. وبحسب تقرير الطب الشرعي، فإن الضحية ماتت اختناقاً بطريقة مؤلمة. بقي الجاني داخل الكوخ حتى الساعة الخامسة صباحاً تقريباً، ثم سرق مبلغ 150 يورو وخاتمين قبل أن يعود إلى سلوفاكيا.
أدلة حاسمة في مسرح الجريمة
ترك الجاني خلفه علبة مشروب غازي تحمل بصماته، إضافة إلى آثار حمض نووي (DNA) على جسد الضحية. وبما أن بياناته كانت محفوظة في قاعدة بيانات الحمض النووي بسبب سوابقه الخطيرة، فقد تمكنت السلطات من التعرف عليه بسرعة.
أُصدر بحقه مذكرة توقيف أوروبية، وتم اعتقاله في سلوفاكيا يوم 21 سبتمبر، ثم سُلّم إلى النمسا في أكتوبر من العام نفسه.
الإيداع في مركز علاجي نفسي قضائي
بسبب الخطورة المستمرة التي يُشكلها على المجتمع، قدّمت النيابة العامة في فيينا طلباً إضافياً لإيداعه في مركز علاجي نفسي قضائي (forensisch-therapeutisches Zentrum)، وهو ما وافقت عليه المحكمة، بعد أن أكّد الخبير النفسي بيتر هوفمان (Peter Hofmann) أن المتهم يُعاني من اضطراب نفسي عميق ومستمر، قائلاً:
“إنه شخص بسيط التركيب يأخذ ما يحتاجه، ولو بالعنف عند الضرورة”.
“لديه قابلية لارتكاب جرائم تصل إلى حد القتل في أي وقت”.
وعندما سُئل عن سبب ارتكابه للجريمة، أجاب المتهم:
“لا أعرف حتى الآن لماذا فعلت ذلك. أنا آسف جداً لما قمت به”.



