السجن ثمان سنوات لفتى نمساوي اعترف بقتل شقيقه الأكبر بفأس في شتايرمارك
فيينا – INFOGRAT:
أصدرت محكمة ولاية “ليوبن” (Landesgericht Leoben) يوم الإثنين حكمًا بالسجن لعدة سنوات في قضية مقتل الأخ في بلدة “ميرزهوفن” (Mürzhofen)، حيث أدين فتى يبلغ من العمر 15 عامًا بتهمة قتل شقيقه الأكبر باستخدام فأس مزدوج الرأس، وقد حكم عليه بالسجن لمدة ثماني سنوات وشهرين، على أن يقضيها في مؤسسة إصلاحية للأحداث، والحكم لم يصبح نهائيًا بعد.
شهدت جلسات المحاكمة، التي تخللتها لحظات صادمة، تفاصيل مؤلمة عن خلفية الفتى وظروف الجريمة التي وقعت في خريف العام الماضي. وكان المتهم قد اعترف بشكل كامل بالواقعة منذ لحظة القبض عليه، واستمر في اعترافه طيلة المحاكمة، حسبما أكد محاميه “رايموند شيلر” (Raimund Schüller)، الذي وصف المحاكمة بأنها مرهقة نفسيًا لجميع الأطراف.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بحسب لائحة الاتهام التي تلتها المدعية العامة، فإن المتهم قام في 16 سبتمبر من العام الماضي بتوجيه 20 ضربة و11 طعنة لشقيقه البالغ من العمر 35 عامًا أثناء نومه، مستخدمًا فأسًا مزدوج الرأس كانت بحوزته. الجريمة وقعت داخل منزل الأسرة في “ميرزهوفن”، القريبة من مدينة “كيندبرغ” (Kindberg) “بروك-ميرتسووشلاغ” (Bezirk Bruck-Mürzzuschlag) في شتايرمارك.
وذكرت الشرطة أن خدمات الإنقاذ هي من بادرت بإبلاغ السلطات بعد العثور على الضحية جثة هامدة وعليها آثار إصابات واضحة، وعند وصولها، كان الفتى المشتبه به قد فر من مكان الجريمة، لكن الشرطة تمكنت من تحديد هويته بسرعة بفضل أوصاف الشهود، وتم إلقاء القبض عليه بعد وقت وجيز بواسطة وحدة من كلاب الشرطة.
في حقيبته، عثرت الشرطة على الأداة التي يُعتقد أنها استُخدمت في تنفيذ الجريمة – وهي فأس ذات حواف حادة، كانت مخصصة في الأصل للزينة.
خلفية عائلية معقدة وادعاءات باعتداءات جنسية
أظهرت التحقيقات أن المتهم نشأ في بيئة أسرية مضطربة، اتسمت بالعنف والمشكلات المستمرة ووفاة والده في سن مبكرة. في ظل غياب الأب، تولى الأخ الأكبر دورًا أشبه بدور الوصي، لكن العلاقة بين الشقيقين كانت متوترة وتشهد مشادات متكررة.
خلال المحاكمة، تم استدعاء ثلاثة شهود، كما قدّم خبراء في الطب النفسي، وعلم نفس الأطفال والمراهقين، والطب الشرعي شهاداتهم أمام المحكمة. وقد أكد خبير علم النفس للأطفال والمراهقين أن المتهم كان في كامل وعيه وقدرته على التمييز وقت ارتكاب الجريمة، ما يعزز ثبوت المسؤولية الجنائية عليه.
أحد أكثر الجوانب حساسية في القضية كان الحديث عن احتمال وقوع اعتداءات جنسية من قبل الأخ الأكبر على المتهم، وهو ما دفع القاضية إلى إغلاق الجلسة أمام الجمهور خلال مناقشة هذه التفاصيل.
بحث مسبق وتخطيط للجريمة
في شهادته أمام المحكمة، روى الفتى تفاصيل الجريمة بصوت منخفض ومنكسر، وذكر أنه كان قد بحث مسبقًا عبر الإنترنت عن العقوبات المحتملة لجريمة القتل، وقضى نحو ساعتين يفكر فيما إذا كان سيُقدِم على قتل شقيقه أم لا.
وقال المتهم: “في النهاية، اتخذت القرار الخاطئ”. وأوضح أنه فكّر في البداية باستخدام سكين، لكنه وجد أن الفأس أقل إيلامًا، لذلك اختارها كأداة لتنفيذ الجريمة.
وبدا الفتى خلال الجلسة أكبر من عمره الحقيقي، جالسًا على مقعد المتهمين ومنحنيًا بصمت، ما أضفى على الجلسة طابعًا مأساويًا يعكس حجم المأساة التي شهدتها الأسرة.



