السجن لولدين أحدهما من أصل صربي في فيينا لضلوعهما في عصابة متهمة بـ1,500 جريمة سرقة

أصدر القضاء النمساوي في فيينا أحكامًا بالسجن على اثنين من الجانحين القُصّر، من بينهم فتى يبلغ من العمر 14 عامًا وُصف في الإحصاءات الجنائية الأخيرة بأنه “مُفجّر النظام – Systemsprenger”، بسبب سجله الحافل بالجرائم منذ أن كان دون السن القانونية، حيث اتُهما بارتكاب مئات السرقات وجرائم الاقتحام ضمن عصابة من القاصرين.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أدين المراهقان، البالغان من العمر 14 و16 عامًا، يوم الثلاثاء في محكمة الجنايات الإقليمية في فيينا – Wiener Straflandesgericht، وحُكم عليهما بعقوبات حبسية مع وقف جزئي للتنفيذ. وقد بلغ الحد الأقصى للعقوبة القانونية في قضيتهما سنتين ونصف، لكن المحكمة اكتفت بعقوبات مخففة مع فرض تدابير مصاحبة تشمل العلاج النفسي والإشراف الاجتماعي.

مراهقان متورطان في أكثر من 1,500 جريمة

وفقًا لشهادة شرطي عمل على التحقيق في جرائم المجموعة لأكثر من عام ونصف، فقد نُسب إليهم ما يزيد عن 1,500 جريمة، شملت اقتحام سيارات، ومحال تجارية، ومطاعم. وبالرغم من خطورة الأفعال المنسوبة إليهم، دخل الشابان قاعة المحكمة بابتسامات عريضة، غير مبالين بجو المحاكمة، بحسب وصف المراقبين.

وقد عرف المراهقان بعضهما في إحدى الحدائق العامة. وأفاد الفتى البالغ من العمر 14 عامًا، وهو من أصول صربية، أنه يقيم في مراكز الأزمات – Krisenzentren منذ كان في الرابعة من عمره. وترك المدرسة مبكرًا، وكان يقضي لياليه مع أصدقائه في تنفيذ جرائم السطو، وقال للقاضية: “فعلنا ذلك لأننا كنا نشعر بالملل، لا من أجل المال”.

المتهم الأصغر سناً: “كنت أبحث عن شعور بالإثارة”

قال محاميه، فولفغانغ إبنر – Wolfgang Ebner، إن موكله “ضحية ظروفه”، مشيرًا إلى أن والديه لم يُظهرا أي اهتمام به. وأضاف: “هذا ليس عذرًا، لكنه تفسير”. وأوضح أن موكله كان يشعر بـ”نشوة” عند ارتكاب السرقات.

وذكر الصبي أنه لم يكن يحب الإقامة في مركز الأزمات، قائلاً للقاضية: “هم لا يحبونني هناك، كنت أفضّل البقاء في الخارج”. وأكد أنه تلقى عروضًا من خدمات الطفولة والشباب (MA 11) لممارسة كرة القدم أو الفنون القتالية، لكنه لم يلتزم، قائلاً: “كنت أنا المشكلة. كنت أظن أنني رائع وأنا أرتكب الحماقات”.

سرقات سيارات وجولات خطيرة

لم يقتصر نشاط المجموعة على سرقة السيارات، بل استخدموها في جولات ليلية متهورة – Spritztouren، تسببت أحيانًا بأضرار جسيمة. وأوضح الصبي أنه أصبح مسؤولًا جنائيًا منذ 23 مارس، لكنه استمر في تنفيذ الجرائم رغم علمه بذلك. فقد قام مع أصدقائه بسرقة سيارة والتوجه بها إلى جبل كاهلينبيرغ – Kahlenberg للاستمتاع بالمنظر، وخلال الطريق اقتحموا كشكًا، الأمر الذي شاهده أحد السكان وأبلغ الشرطة. وبعد مطاردة، اصطدمت السيارة المسروقة بجدار منزل، وتمكن الفتية من الفرار سيرًا على الأقدام.

مطاردة أخيرة وانقلاب سيارة

في 28 مارس، وبعد اقتحام معرض سيارات في منطقة دوناوشتات – Donaustadt، سرق الفتيان ثلاث سيارات. قاد أحدهما إحدى السيارات، وعند مواجهة مع دورية شرطة في شارع دريزدنر – Dresdner Straße بحي بريغيتهناو – Brigittenau، لم يضغط السائق على المكابح، فانحرفت الدورية جزئيًا، وانقلبت السيارة المسروقة واستقرت على سطحها. أُصيب اثنان من الركاب.

وبعد أيام، تم القبض على الفتى البالغ من العمر 14 عامًا، حيث اقتادته الشرطة من مركز الأزمات، وكان قد قال للضابط: “ها قد جاء اليوم المنتظر”.

الأحكام: سجن مشروط وتدابير علاجية

أُدين الفتيان بتهم متعددة، أبرزها السرقة الجسيمة بدافع الربح ضمن جماعة إجرامية. نال الصبي البالغ 14 عامًا، والذي كان قد بدأ بالفعل تنفيذ عقوبة حبسية لمدة عشرة أسابيع، حكمًا إضافيًا قدره تسعة أشهر وأسبوعين، مع تعليق تنفيذ ستة أشهر وأسبوعين منها بشرط خضوعه:

  • لعلاج نفسي إلزامي.
  • لمراقبة اجتماعية بعد الإفراج.
  • لالتزام بمكان إقامة وتعليم معين.
  • ومنعه من مغادرة مركز الإيواء ليلًا.

أما شريكه البالغ 16 عامًا، والذي لم يكن له سجل جنائي سابق، فقد تلقى حكمًا بالسجن 15 شهرًا، منها 10 أشهر مع وقف التنفيذ. كما فُرض عليه:

  • برنامج تأهيل ضد العنف بسبب سلوكه العدواني، حيث اعتدى خلال فترة التوقيف على حراس السجن.
  • مراقبة اجتماعية وإعادة دمجه في التعليم أو التكوين المهني.

اضطرابات في جلسة المحكمة

شهدت الجلسة اضطرابات متكررة من أعضاء العصابة الآخرين، الذين حاولوا حضور المحاكمة رغم اكتظاظ القاعة. بعضهم رفض الشهادة أو زعم نسيان تفاصيل الجرائم. وأثناء النطق بالحكم، فتحوا باب القاعة بعنف، مما دفع القاضية إلى التوقف مؤقتًا عن تلاوة الحكم، بينما كان أحد المتهمين يتثاءب.

وفي ختام الجلسة، قالت القاضية للمتهمين: “مستقبلكم الآن بين أيديكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى