السجن 34 شهرًا لسوري في فيينا أدين بالمشاركة في تهريب لاجئين ضمن رحلة انتهت بغرق المئات في المتوسط
فيينا – INFOGRAT:
أصدرت المحكمة الإقليمية في فيينا حكمًا بالسجن لمدة 34 شهرًا بحق رجل سوري يبلغ من العمر 27 عامًا، لمشاركته في تنظيم رحلة تهريب أسفرت عن غرق مئات اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، وذلك في حادث مأساوي وقع في يونيو/حزيران 2023 قبالة السواحل اليونانية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ثبت للمحكمة أن المدان شارك في تهريب خمسة أشخاص كانوا على متن قارب صيد أبحر من ليبيا باتجاه أوروبا، إلا أن المحكمة لم تحمّله مسؤولية الوفيات المؤلمة للمهاجرين الذين لقوا حتفهم غرقًا، معتبرة أنه لم يكن على علم بالظروف الخطيرة التي صاحبت الرحلة.
ورغم ذلك، أكدت هيئة المحلفين أن المدان كان منخرطًا في تنظيم الرحلة القاتلة، وكان على اتصال بسوريين دفعوا أموالاً لمهربين مقابل تهريب أقاربهم من ليبيا إلى أوروبا، كما ثبتت مشاركته في عمليتي تهريب أخريين، ولم يصبح الحكم نهائيًا بعد، حيث قبل محاميه بالحكم بينما لم يدلِ الادعاء العام بأي تصريح حتى الآن.
تبرئة متهم ثانٍ من التهم الرئيسية
في القضية نفسها، تم تبرئة سوري ثانٍ يبلغ من العمر 29 عامًا من التهمة الأساسية المتعلقة بالمشاركة في عملية التهريب القاتلة، إذ لم يثبت تورطه في هذه الجريمة تحديدًا. غير أنه أدين بخمس تهم أخرى، وصدر بحقه حكم بالسجن ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ، ولم يصبح الحكم بدوره نهائيًا.
المأساة التي هزت المتوسط: غرق قارب يقل 750 لاجئًا
شكلت هذه المحاكمة امتدادًا لمأساة إنسانية وقعت في 14 يونيو/حزيران 2023، حينما غرق قارب صيد كان يقل نحو 750 شخصًا في عرض البحر المتوسط قرب السواحل اليونانية، بعد انطلاقه من ليبيا، ولم ينجُ من الحادث سوى 104 أشخاص، كلهم من الرجال، في حين يُعتقد أن جميع النساء والأطفال على متن القارب قد غرقوا. وتمكنت خفر السواحل اليوناني (griechische Küstenwache) من انتشال 79 جثة فقط.
شبكة إجرامية و21 ألف يورو مقابل تهريب فرد واحد
بحسب الادعاء، فإن المتهمين ينتميان إلى شبكة إجرامية عابرة للحدود تهدف إلى تهريب المواطنين السوريين بشكل غير قانوني إلى داخل الاتحاد الأوروبي، وفيما يخص الكارثة البحرية، يعتقد أن المدان الأصغر سنًا ساعد خمسة من أبناء بلده على الصعود إلى القارب، وقد دُفِع مبلغ قدره 21,000 يورو من قبل عم أحدهم المقيم في فيينا مقابل تأمين رحلته من لبنان عبر ليبيا وصولًا إلى أوروبا، وتم تحويل المبلغ لاحقًا إلى أعضاء أعلى مرتبة في الشبكة الإجرامية.
ظروف غير إنسانية و”عذاب طويل” أثناء التهريب
وفقًا لملف الاتهام، تعرض المهربون “لحالة من العذاب الطويل خلال الرحلة”. إذ تم احتجازهم لأيام عدة في إسطبل مهجور بالصحراء الليبية دون طعام أو ماء، قبل أن يُنقلوا إلى قارب الصيد. وخلال الرحلة البحرية التي استمرت عدة أيام، لم يتوفر أي طعام أو ماء، ولم يكن بإمكانهم النوم، لأنهم اضطروا لاستخدام أوزان أجسادهم لموازنة القارب بدلًا من الدفّات.
وفي نهاية المطاف، انقلب القارب المزدحم بالبشر. ومن بين الأشخاص الخمسة الذين ساعد المدان على تهريبهم، لم ينجُ سوى واحد فقط.



