الشرطة النمساوية تصادر أسلحة ودعاية نازية خلال 25 مداهمة في خمس ولايات
نفذت السلطات النمساوية صباح الثلاثاء 9 سبتمبر/أيلول 2025 حملة مداهمات واسعة ضد أوساط اليمين المتطرف شملت 25 موقعاً في خمس ولايات، من بينها فيينا، وكان أبرزها منزل الناشط المعروف في المشهد النازي الجديد Gottfried Küssel في الحي الثاني من العاصمة وشارك في العملية أيضاً خبراء من وحدة تفكيك المتفجرات، فيما أعلنت الشرطة ضبط أسلحة وذخائر ومواد دعائية نازية، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
قال وزير الداخلية النمساوي Gerhard Karner إن العملية استهدفت 17 شخصاً يشتبه بارتكابهم جريمة إعادة تفعيل النشاط النازي المحظور، بينهم 16 رجلاً وامرأة واحدة. وأوضح أن الاعتقالات لم تُنفذ حتى الآن، لكن النيابة العامة ستقرر في شأنها لاحقاً. وأضاف Karner أن الهدف من العملية توجيه “ضربة إلى المشهد اليميني القديم”، مؤكداً أن أجهزة الأمن تلاحق المتطرفين اليمينيين بالصرامة نفسها التي تُطبقها ضد المتطرفين الإسلامويين.
وبحسب Karner، أسفرت المداهمات عن مصادرة أسلحة وذخائر وأجهزة إلكترونية بالإضافة إلى مواد دعائية نازية. وتزامنت الحملة مع انتشار أمني واسع في محيط سكن Küssel في الحي الثاني بفيينا، حيث أشارت منصة “Stoppt die Rechten” إلى تواجد ملحوظ لقوات الشرطة هناك.
النيابة العامة في فيينا وكذلك محامي Küssel، Michael Dohr، لم يقدما حتى مساء الثلاثاء أي تعليق على خلفيات العملية.
يُذكر أن Küssel البالغ من العمر 67 عاماً يعد من أبرز رموز المشهد النازي الجديد في النمسا منذ عقود. فقد أدين عدة مرات بتهم مرتبطة بالنشاط النازي، أبرزها عام 2011 عندما اعتقل في المبنى نفسه الذي شهد مداهمة اليوم في إطار التحقيقات في موقع “Alpen-Donau.info”، حيث حُكم عليه بالسجن سبع سنوات وتسعة أشهر. المحكمة الإدارية العليا في النمسا كانت قد أيدت مؤخراً قرار بلدية فيينا برفض إصدار جواز سفر له بسبب علاقاته المستمرة مع أوساط اليمين المتطرف.
منذ جائحة كورونا ظهر Küssel مراراً في مقدمة تظاهرات مناهضة لإجراءات مكافحة الفيروس، كما تورط اسمه في ملفات أخرى تتعلق بجماعات نازية جديدة، منها تحقيقات حول “Sächsische Separatisten”، التي ينتمي إليها اثنان من أبناء Hans Jörg Schimanek، وهو أحد الوجوه البارزة سابقاً في “Volkstreue Außerparlamentarische Opposition – Vapo” إلى جانب Küssel.
كما أظهرت التحقيقات الألمانية أن الجيل الجديد من عائلة Schimanek التقى على الأقل مرة واحدة مع Küssel. في المقابل نفى الأخير عبر محاميه معرفته المباشرة بتلك المجموعة. وكانت أول إدانة بحق Küssel بسبب نشاطه النازي قبل نحو أربعين عاماً، حيث بدأ نشاطه منذ سن التاسعة عشرة في محيط مجموعات “Hooligans” و”NSDAP-Aufbauorganisation”.



