المعارضة النمساوية تنتقد خطة “المساعدة الاجتماعية الجديدة” وتصفها بـ”المهزلة”
أعلنت الحكومة الفيدرالية النمساوية عن خطتها لإصلاح نظام المساعدة الاجتماعية، بهدف وضع معايير أكثر صرامة للحصول على هذه المساعدات من قبل طالبي اللجوء المعترف بهم، ولتحقيق هذا “المشروع الضخم”، سيتعين على الائتلاف الحاكم التغلب على عقبة كبيرة تتمثل في موافقة الولايات النمساوية، التي تملك أنظمة وقوانين خاصة بها، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
قد لا يكون الكثير مما قدمه كل من وزيرة الشؤون الاجتماعية Korinna Schumann (من حزب SPÖ)، ووزيرة الاندماج Claudia Plakolm (من حزب ÖVP)، ورئيس الكتلة البرلمانية Yannick Shetty (من حزب NEOS) يوم الإثنين أمرًا جديدًا، بل هو موجود بالفعل في البرنامج الحكومي. ومن المقرر أن يتم تقديم الخطوط العريضة للخطة في اجتماع مجلس الوزراء يوم الثلاثاء، على أن تبدأ المفاوضات مع الولايات في الأسبوع المقبل، وهي الولايات التي تملك حاليًا أنظمة مختلفة للغاية، ولديها أفكار متباينة حول شكل النظام المستقبلي.
وقالت وزيرة الشؤون الاجتماعية Korinna Schumann إنها قدمت الخطوات الإصلاحية للتحقق منها من قبل الدائرة القانونية في البرلمان، وذلك لتجنب إلغاء جزء كبير من الإصلاح لكونه غير قانوني، كما حدث مع الإصلاح الذي طبقته حكومة حزب الشعب النمساوي وحزب الحرية النمساوي في عام 2019.
“المساعدة الاجتماعية الجديدة”: نظام موحد على مستوى النمسا
يهدف الإصلاح إلى توحيد نظام المساعدة الاجتماعية على مستوى النمسا بأكملها، حيث سيتم إسناد رعاية جميع الأشخاص القادرين على العمل إلى وكالة سوق العمل (AMS) لدمجهم في سوق العمل في أسرع وقت ممكن. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم تحويل المساعدات من النقدية إلى العينية، مثل تقديم الدعم التعليمي ورعاية الأطفال بعد المدرسة وخلال العطلات.
وأكد ممثلو الحكومة أن تطبيق الإصلاح سيستغرق وقتًا، مشيرين إلى أن الهدف هو تفعيله بحلول عام 2027. ووصفت Schumann الإصلاح بأنه “مشروع كبير حقًا لا يمكن إنجازه بين عشية وضحاها”، مشيرة إلى أن “العمل الشاق سيبدأ الآن من أجل إيجاد حل مشترك”. وأعرب كل من Schumann وPlakolm وShetty عن تفاؤلهم بالتوصل إلى “حل جيد ومشترك” لهذا “المشروع الضخم”.
برامج اندماج إلزامية ومساعدات محدودة
من النقاط المركزية في الإصلاح المقترح هو إدخال برنامج اندماج إلزامي مرتبط بـ”مساعدات الاندماج”، وهو برنامج يستهدف المهاجرين. وخلال هذه الفترة، ستكون المساعدات أقل مقارنة بالمبلغ الكامل.
وأوضحت وزيرة الاندماج Claudia Plakolm أن هذه المرحلة لن تنطبق على المواطنين النمساويين، وذلك بعد تصريحات سابقة من وزارة الشؤون الاجتماعية أشارت إلى عكس ذلك.
من جانبه، وصف Yannick Shetty هذا الإصلاح بأنه “إيذان ببدء تغيير شامل في نظام المساعدة الاجتماعية”، وأنها ستصبح أكثر عدالة ودقة. ووفقًا لـ Shetty، سيتم إلزام المهاجرين الجدد بالمشاركة في برنامج اندماج “من اليوم الأول” للحصول على المساعدات، والذي يركز على تعلم اللغة الألمانية وقيم المجتمع. وفي حال عدم الالتزام، ستكون هناك عواقب مثل تقليل المساعدات المالية.
انتقادات من المعارضة
انتقدت Dagmar Belakowitsch، المتحدثة باسم الشؤون الاجتماعية في حزب الحرية النمساوي (FPÖ)، ما وصفته بـ”الإصلاح المزعوم”، معتبرة إياه “مجرد ذر للرماد في العيون”. وأضافت أن الأشخاص الذين يرفضون العمل يجب ألا يتلقوا أي مساعدات نقدية، بل فقط مساعدات عينية.
ووصف Markus Koza، المتحدث باسم الشؤون الاجتماعية في حزب الخضر، المؤتمر الصحفي لممثلي الائتلاف الحاكم بأنه “مهزلة”، قائلاً إنه لم يتم تقديم “أي شيء ملموس أو جديد، بل مجرد تكرار لما هو معروف”.



