النمسا السفلى تحقق مع 25 إلى 50 شخصًا بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي

فتحت السلطات في ولاية النمسا السفلى، تحقيقات مع ما بين 25 إلى 50 شخصًا للاشتباه في انتمائهم إلى تنظيم إرهابي، حيث تتركز معظم القضايا حول جماعة “داعش” (IS)، وذلك وفقًا لما أعلنه مكتب حماية الدستور ومكافحة التطرف.

أفاد تقرير صادر عن مجلة “بروفيل” (النسخة الإلكترونية) يوم الأحد، نقلاً عن مديرية حماية الدستور والاستخبارات (DSN)، بأن 80% من الأشخاص المصنفين على أنهم “خطيرون إسلاميًا” في البلاد ينحدرون من المنطقة الشرقية. ورغم ذلك، أكد رولاند شيرشر، رئيس مكتب حماية الدستور ومكافحة التطرف (LSE) في النمسا السفلى، أن الولاية ليست بؤرة رئيسية لنشاط المتطرفين الإسلامويين.

الكثافة السكانية والإنترنت عاملان رئيسيان في انتشار التطرف

صرّح شيرشر بأن سبب ارتفاع عدد المتطرفين الإسلاميين في شرق النمسا يعود جزئيًا إلى الكثافة السكانية العالية في تلك المنطقة مقارنة بالمناطق الأخرى. إلا أنه شدد على أن العامل الأساسي في التطرف هو الإنترنت، حيث أصبحت الشبكة العنكبوتية البيئة الرئيسية لنشر الفكر المتطرف والتجنيد. وأشار إلى أن التطرف لا يقتصر على المدن الكبيرة، إذ قال: “الإنترنت موجود في كل مكان، سواء في المدن أو في الأرياف”.

إحباط هجوم إرهابي مخطط له في فيينا العام الماضي

في الأشهر الماضية، تصدّر عدد من الشباب في النمسا السفلى عناوين الصحف بسبب تورطهم في أنشطة إرهابية، سواء من خلال تنفيذ هجمات أو التخطيط لها. ومن بين تلك القضايا، برزت حادثة الشاب بيرن أ.، البالغ من العمر 20 عامًا، والذي كان يقطن في تيرنيتز (منطقة نوينكيرشن). خلال ربيع عام 2024، كان بيرن أ. يُخطط لتنفيذ هجوم إرهابي خلال حفل المغنية الأمريكية تايلور سويفت، الذي كان مقررًا في أغسطس في ملعب إرنست هابل في فيينا. إلا أن السلطات تمكنت من إحباط مخططه قبل التنفيذ بفترة وجيزة، مما حال دون وقوع كارثة.

هجوم في مكة واعتقال أحد المشتبه بهم في السعودية

في حادثة أخرى، قام حسن إ.، وهو شاب من منطقة بروك آن دير لايثا في النمسا السفلى، بتنفيذ هجوم على المسجد الحرام في مكة في مارس 2024. ووفقًا لمصادر أمنية، فإن حسن إ. كان على معرفة سابقة ببيرن أ. ويعتقد أنه كان جزءًا من شبكة إرهابية. بعد تنفيذ الهجوم، تم القبض على حسن إ. وهو حاليًا رهن الاحتجاز في السعودية، حيث يواجه تهماً تتعلق بالإرهاب والتطرف.

تحقيقات موسعة في جنوب النمسا السفلى ومنطقة الدانوب

وفقًا لتقرير “بروفيل”، فإن الشرطة تتابع عن كثب ما يصل إلى 20 شخصًا يشتبه في تورطهم في الإرهاب الإسلامي في مدينتي نوينكيرشن وفينر نويشتات في جنوب النمسا السفلى. وقد أكد رئيس مكتب حماية الدستور ومكافحة التطرف، رولاند شيرشر، هذه الأرقام، مشيرًا إلى أن السلطات تجري تحقيقات مكثفة حول أنشطة هؤلاء المشتبه بهم.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت المجلة بأن النيابة العامة في كورنويبورغ تُجري تحقيقات موسعة ضد 11 شابًا من منطقة الدانوب يشتبه في ارتباطهم بنشاطات إرهابية إسلامية. ووفقًا لمصادر قضائية، فإن هؤلاء الشباب يخضعون لمراقبة مكثفة وسط مخاوف من تخطيطهم لهجمات مستقبلية.

تأكيد الدافع الإرهابي لهجوم فيلاخ ومطالب بتشديد القوانين

في حادثة منفصلة أثارت صدمة في جميع أنحاء البلاد، لقي شاب يبلغ من العمر 14 عامًا مصرعه يوم السبت في مدينة فيلاخ إثر تعرضه لهجوم بسكين. وبعد التحقيقات الأولية، أكدت وزارة الداخلية والشرطة أن الدافع وراء الهجوم كان إسلاميًا متطرفًا.

وقد أثار هذا الهجوم موجة واسعة من الاستنكار في جميع أنحاء النمسا، حيث طالب العديد من المسؤولين السياسيين بتشديد القوانين لمكافحة الإرهاب والتطرف. ومن بين هؤلاء، دعت حاكمة ولاية النمسا السفلى، يوهانا ميكل-لايتنر (ÖVP)، ونائبها أودو لاندباور (FPÖ)، إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة لضمان أمن المواطنين ومنع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى