النمسا السفلى تقر حظر النقاب وغرامات للأهالي في رياض الأطفال لمكافحة التطرف الديني

أقرّ برلمان ولاية النمسا السفلى (Landtag) في جلسته المنعقدة يوم الأربعاء حزمة قوانين جديدة تهدف إلى مكافحة ما وصف بـ”الإسلام الراديكالي”، بموافقة أحزاب ÖVP (حزب الشعب النمساوي)، FPÖ (حزب الحرية النمساوي)، وSPÖ (الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي)، في حين عارض الحزبان الآخران، Grüne (الخضر) وNEOS، معظم التدابير واعتبروها “سياسة رمزية” خالية من الحلول العملية.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أجمع ممثلو الأحزاب في الجلسة البرلمانية على أن الهجوم الإرهابي القاتل في مدينة Villach كشف عن وجود مشكلات تتعلق بما سُمِّي بـ”الإسلام السياسي”، إلا أن الخلاف احتدم حول كيفية مواجهة هذه التحديات، فقد ضغطت أحزاب ÖVP وFPÖ من أجل تشديد الإجراءات، وقدمتا خمس تعديلات قانونية ضمن ما أطلق عليه “Aktionsplan Radikaler Islam” (خطة العمل ضد الإسلام الراديكالي).

تعديلات تشمل التعليم والوظيفة العامة

من أبرز التعديلات، توسيع التزام أولياء الأمور بالتعاون مع رياض الأطفال ابتداءً من سبتمبر المقبل، بما في ذلك إجراء مقابلة إلزامية بين الأهل ومؤسسة الروضة عند طلبها، ويُفرض على من يرفض المشاركة في هذه المقابلة أكثر من مرة غرامات تصل إلى 2,500 يورو.

كما تم تعديل القوانين المتعلقة بالوظائف العامة في الولاية لتشمل حظرًا على العمل في جمعيات “راديكالية (إسلاموية)” كوظائف جانبية، إلى جانب فرض حظر على ارتداء النقاب أو الحجاب في مؤسسات الدولة، كذلك جرى إدراج القيم الديمقراطية والعادات والتقاليد في دستور الولاية، ما يوجب تعزيز تدريسها في المدارس.

FPÖ: مواجهة المجتمع الموازي وتعزيز القيم الغربية

قال Martin Antauer من حزب FPÖ إن هذه التدابير تهدف إلى محاربة “مجتمع موازٍ” طالما نُبّه إلى خطورته منذ عام 2015، وأكد أن تعزيز القيم الغربية مثل المساواة بين الجنسين واحترام العملية الديمقراطية يجب أن يبدأ من رياض الأطفال والمدارس، وانتقد الحكومة الفيدرالية لعدم إصدارها حتى الآن حظرًا على “الإسلام السياسي”.

ÖVP تدعو إلى سياسة عدم التسامح

بدورها، شددت Silke Dammerer من حزب ÖVP على ضرورة تطبيق سياسة “صفر تسامح” تجاه من يرفضون الاندماج، مؤكدة أن حرية الدين يجب ألا تكون وسيلة لتبرير التطرف. وقالت إن “الدين لا يجب أن يُقدَّم على الديمقراطية”، موضحة أنه رغم عدم وجود حالات حالية تبرر حظر النقاب في وظائف الدولة، إلا أن اتخاذ إجراءات وقائية يُعد ضروريًا.

وأضافت Dammerer أن الاندماج لا يمكن أن يكون “بطاقة ذهاب بلا عودة”، بل يتطلب “التكيف مع قيمنا وقوانيننا”.

NEOS: خطة شعبوية بلا حلول حقيقية

انتقد Helmut Hofer-Gruber من حزب NEOS خطة العمل ووصفها بأنها مليئة بالشعبوية وتفتقر إلى حلول عملية. ورأى أن الخطة لم تحقق ما وعدت به بشأن محاربة الإسلام السياسي، ولم تسهم في إدماج المهاجرين غير المتطرفين، معتبراً ذلك “وضعًا خاسرًا للجميع”.

وتساءل Hofer-Gruber عن السبب وراء استهداف جمعيات إسلامية فقط، داعيًا إلى حظر “جميع الجماعات المعادية للديمقراطية”، مثل “الانفصاليين الساكسونيين”. وأعلن رفض حزبه للخطة، باستثناء التعديلات الخاصة برياض الأطفال، مشيرًا إلى تقديمهم مؤخرًا فيدراليًا خطة بديلة مكونة من 50 بندًا لدمج ناجح.

Grüne: سياسة رمزية وتبعية لـ FPÖ

رفض حزب Grüne خطة العمل بالكامل، واعتبرها “سياسة رمزية” بلا فعالية حقيقية. واستند Georg Ecker في نقده إلى آراء خبراء مثل Kenan Güngör، وقال إن حزب ÖVP ينجر مجددًا خلف حزب FPÖ دون تقديم حلول أصلية. وأقر بوجود مشاكل لغوية متزايدة في رياض الأطفال، لكنه رأى أن فرض نظام داخلي أو رفع الغرامات ليس حلاً كافيًا، مطالبًا بمزيد من دعم تعلم اللغة، وهو ما رفضته أحزاب ÖVP وFPÖ.

SPÖ: التصدي لجميع أشكال التطرف

من جانبها، دعت Kathrin Schindele من SPÖ إلى مواجهة شاملة لجميع التيارات المتطرفة، بما في ذلك الإسلام السياسي وغيره من أشكال التطرف. وأوضحت أن حزبها يدعم القوانين المشددة التي أُقرت يوم الخميس. وأضافت أن “من يحتاج للمساعدة يجب أن يحصل عليها، ولكن من يرفض قيمنا الليبرالية ويدعو إلى التطرف يجب أن يواجه عواقب صارمة”.

بند إضافي بشأن الحجاب ودور أولياء الأمور

تمت المصادقة بالإجماع على مقترح إضافي يدعو الحكومة الفيدرالية إلى إصدار قانون دستوري يحظر ارتداء الحجاب للفتيات دون سن 14 عامًا، ويعزز التزام أولياء الأمور بالتعاون أيضًا في المدارس.

الموافقة على مشروع مستشفى Wiener Neustadt

على صعيد آخر، صوّت البرلمان المحلي بأغلبية كبيرة على مشروع إعادة بناء مستشفى Wiener Neustadt. وقد ارتفعت التكلفة التقديرية من 562 مليون يورو في عام 2019 إلى 1.47 مليار يورو حاليًا، نتيجة زيادة تكاليف البناء وإضافة وظائف جديدة ضمن خطة “Gesundheitsplan 2040” (خطة الصحة 2040). وتأجل موعد الافتتاح إلى عامي 2034/2035 بدلًا من 2028. ورغم انتقادات NEOS لما وصفوه بـ”انفجار التكاليف”، طالبت Grüne بإعادة تقييم موقع المشروع، لكنها صوتت لصالح تمويله مع الأحزاب الكبرى الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى