النمسا تسجل أسوأ تراجع صناعي في الاتحاد الأوروبي مع -9.5% في ديسمبر

تشهد الصناعة النمساوية أزمة غير مسبوقة، حيث أظهرت الأرقام الجديدة من يوروستات أن النمسا تتصدر دول الاتحاد الأوروبي في تراجع الإنتاج الصناعي. فقد سجلت النمسا انخفاضاً بنسبة -9.5% مقارنة بالعام السابق، لتكون بذلك الدولة التي شهدت أكبر تراجع في منطقة اليورو.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، في ديسمبر الماضي، سجلت النمسا أسوأ تراجع في الإنتاج الصناعي على مستوى منطقة اليورو بنسبة -9.5%. في الوقت الذي سجلت فيه دول أخرى مثل مالطا (+14.4%)، ليتوانيا (+10.1%)، واليونان (+7.6%) زيادات ملحوظة في إنتاجها الصناعي، دخلت النمسا في أزمة أعمق. حتى الدول الصناعية الكبرى مثل ألمانيا (-3.8%) وإيطاليا (-6.6%) سجلت أرقاماً أفضل.

أزمة حقيقية في صناعة النمسا

وفقاً لتقرير من “تريند”، كانت الأرقام الإنتاجية في النمسا تتراجع شهرياً منذ فترة، لكن الآن تكشفت الأزمة بشكل كامل. ومع دخول عام 2025، يظهر أن النمسا تواجه أزمة عميقة في قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات والهندسة الميكانيكية.

الأسباب وراء هذا الانخفاض الحاد

الخبراء يربطون هذا التراجع الكبير بعدة عوامل رئيسية تؤثر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للصناعة النمساوية:

  • ارتفاع أسعار الطاقة: تعاني الشركات النمساوية من التكاليف المرتفعة بسبب الطاقة، مما يضعف قدرتها على التنافس في الأسواق الدولية.
  • زيادة الأجور: وفقاً لبنك أوستريا، تعتبر زيادات الأجور في النمسا من بين الأعلى في الاتحاد الأوروبي، مما يرفع التكاليف على الشركات المحلية.
  • المنافسة الشديدة من الصين: النمسا وألمانيا تفقدان حصصهما في السوق الأوروبية والعالمية، خاصة في التبادلات التجارية مع الصين، مما يزيد من صعوبة الحفاظ على مستوى الإنتاج.

دول أخرى تحقق نتائج أفضل

في حين أن النمسا تتخبط في مواجهة هذه التحديات، حققت دول أخرى في الاتحاد الأوروبي نتائج أفضل. على سبيل المثال، استفادت دول مثل الدنمارك (+3.4%) والسويد (+3.1%) من ازدهار صناعات الأدوية والتكنولوجيا. بينما تعاني النمسا من مشاكل هيكلية أكبر في قطاعها الصناعي.

غموض مستقبل الحكومة يفاقم الأزمة

من داخل الأوساط الصناعية، يتم التحذير باستمرار من أن “الوضع درامي!”، حيث أن غياب الحكومة النمساوية في هذا الوقت قد يعرض البلاد لأزمة اقتصادية طويلة الأمد. وقد وصف رئيس “IV” كارل هيرمان كنيّل غياب الحكومة بأنه “كارثة صغيرة”.

سياسات جمركية أمريكية جديدة تهدد الصناعة النمساوية

وإلى جانب التحديات الداخلية، تواجه النمسا تهديداً آخر يتمثل في السياسة الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة. هذه السياسات قد تضر بصناعات النمسا التي تعتمد على التصدير، مثل الهندسة الميكانيكية وصناعة المعادن، مما يزيد من العبء على الاقتصاد النمساوي في هذه الأوقات الصعبة.

هل سيكون هناك انتعاش قريب؟

في الوقت الحالي، تبدو التوقعات قاتمة، ويشعر العديد من الخبراء بالقلق من أن الوضع قد يتفاقم في المستقبل القريب. النمسا تواجه أزمة اقتصادية عميقة، ومع استمرار التحديات الداخلية والخارجية، تبقى الأسئلة الكبرى حول ما إذا كان سيكون هناك انتعاش قريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى