النمسا تطلق شراكة إصلاحية شاملة بين الحكومة والولايات والبلديات لمدة 18 شهرًا
فيينا – INFOGRAT:
شهدت بلدة Leogang في منطقة Pinzgau انعقاد مؤتمر حكّام الولايات (Landeshauptleutekonferenz) بحضور كل من رؤساء حكومات الولايات التسع، إضافة إلى قيادات الحكومة الاتحادية وممثلين عن اتحاد البلديات والمدن. وفي ختام الاجتماع، أعلن Wilfried Haslauer، حاكم ولاية Salzburg المنتمي إلى حزب الشعب النمساوي (ÖVP)، عن اتفاق المشاركين على إطلاق عملية إصلاح إداري واسعة النطاق، تمتد على مدى عام ونصف.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، صرّح Haslauer بأن ما تم الاتفاق عليه هو “شراكة إصلاح” (Reformpartnerschaft) غير مسبوقة من حيث الشكل والمضمون، وتشمل الحكومة الفيدرالية وولايات النمسا التسع والبلديات والمدن، للعمل معًا على تبسيط الإدارة، تحسين الكفاءات، وإعادة توزيع الاختصاصات.
وفيما أكد Haslauer على أهمية هذه الشراكة كمؤشر على العمل المشترك، شدد المستشار الاتحادي Christian Stocker (ÖVP) على أن الهدف لا يقتصر على إجراء تغييرات، بل يتعلق أساسًا بتحقيق تحسينات ملموسة في حياة الناس، عبر تكييف البنية الإدارية مع متطلبات الزمن الراهن.
الأولويات: الطاقة، الصحة، والتعليم
تركز خطة الإصلاح، حسبما أعلن المسؤولون، على ثلاثة محاور رئيسية:
- الطاقة: حيث تعتزم الحكومة التحرك بسرعة لإعداد مشروعات قوانين قيد المراجعة، تستهدف تخفيض تكاليف الطاقة للأسر والشركات. وأشار المستشار إلى ضرورة تسريع إجراءات التصاريح وتوسيع البنى التحتية.
- الصحة: يطمح نائب المستشار Andreas Babler (SPÖ) إلى إصلاح هيكلي يمكّن المواطنين من الحصول على مواعيد طبية بشكل أسرع، من خلال تبسيط البنية المؤسسية. وأقرّ بأن إصلاح القطاع الصحي يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا لتعدد الجهات المعنية مثل هيئة التأمين الصحي والجمعيات الطبية.
- التعليم: وُضعت خطط لتبسيط الصلاحيات التنظيمية وتحسين التنسيق بين الجهات التعليمية، بما يعزز أداء المؤسسات التعليمية ويجعلها أكثر تكاملاً.
الدعم السياسي والتحديات المحتملة
شدد نائب المستشار Babler على أن الدافع وراء هذه الإصلاحات ليس فقط الاعتبارات المالية، بل الحاجة إلى تحسينات بنيوية حقيقية. من جانبها، وصفت وزيرة الشؤون الأوروبية ورئيسة حزب NEOS، Beate Meinl-Reisinger، هذه الشراكة بأنها “تاريخية”، وأكدت على ضرورة العمل المشترك من أجل تعزيز تنافسية النمسا وتحديث إدارتها العامة.
أما Haslauer، فاعتبر أن إطلاق توقعات عالية لدى الرأي العام هو عنصر أساسي لدفع عجلة الإصلاح، قائلاً:
“نحن نعمد عن قصد إلى إثارة مستوى عالٍ من التوقعات، حتى نُجبر أنفسنا على الالتزام بالنتائج.”
وأشار Babler إلى أن الحكومة ستقدم نتائج جزئية أولية خلال الأشهر المقبلة.
الأهمية السياسية لمؤتمر حكّام الولايات
رغم أن مؤتمر حكّام الولايات (Landeshauptleutekonferenz) لا يستند إلى أي نص قانوني رسمي، إلا أنه يعتبر تقليدًا مؤثرًا جدًا في السياسة النمساوية، نظراً للثقل الكبير الذي تحظى به الولايات في النظام السياسي الفيدرالي للبلاد.يُذكر أن هذا المؤتمر كان الأخير لـ Wilfried Haslauer بصفته حاكمًا لولاية Salzburg، إذ سيغادر منصبه في مطلع يوليو/تموز المقبل، مما أضفى على الاجتماع طابعًا خاصًا باعتباره ختامًا لدوره كمضيف سياسي بارز.



