النمسا تعزز أمن أسواق الميلاد بعد دهس نفذه سعودي مؤيد لليمين المتطرف ومقتل 4 أشخاص في ألمانيا
فيينا – INFOGRAT:
نفذ طبيب سعودي معارض للإسلام يُدعى Taleb A. هجومًا مأساويًا بسيارة مسرعة على سوق عيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ الألمانية مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، أحدهم طفل صغير، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، بينهم 15 في حالة خطرة. وأكدت السلطات أن الجاني، البالغ من العمر 50 عامًا والذي يعيش في ألمانيا منذ عام 2006، اقتحم السوق بسيارته بسرعة عالية لمسافة لا تقل عن 400 متر، مما أحدث حالة من الهلع بين زوار السوق، قبل أن يتم اعتقاله في مكان الحادث.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بحسب وسائل إعلام ألمانية، فإن الجاني، الذي يعمل كطبيب متخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي، وصل إلى ألمانيا عام 2006 كمتدرب وتم الاعتراف به كلاجئ في عام 2016. وذكرت التقارير أنه كان ناشطًا بارزًا في مجال حقوق الإنسان، حيث كان يقدم النصائح والمساعدات للنساء السعوديات اللواتي يبحثن عن سبل للفرار من بلدهن. ومع ذلك، تشير المصادر إلى أنه انخرط في نشر نظريات المؤامرة، وأصبح معارضًا للإسلام، حيث ادعى في مقابلة فيديو نُشرت على مدونة أمريكية معادية للإسلام أن الحكومة الألمانية تدير عملية سرية لتعقب المرتدين السعوديين حول العالم، بينما تمنح اللجوء لجهاديين سوريين.
كما أظهر حساب منسوب له على منصة X (تويتر سابقًا) دعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) المعروف بمواقفه المتطرفة ومعارضته للإسلام. وفي سياق التحقيقات، أفادت الشرطة أن السيارة التي استخدمت في الهجوم هي سيارة مستأجرة تحمل لوحة تسجيل من ميونيخ، ونفت الشائعات التي أشارت إلى وجود متفجرات داخل السيارة. وأوضحت أن التحقيقات لا تزال جارية، بما في ذلك عمليات تفتيش مرتبطة بالجاني.
وأكد رئيس وزراء ولاية ساكسونيا-أنهالت، راينر هازيلوف، أن الهجوم أسفر عن مقتل شخص بالغ وطفل صغير، معربًا عن مخاوفه من احتمال ارتفاع عدد الضحايا نظرًا لخطورة إصابات بعض المصابين. وأشار إلى أن الحادث أسفر عن إصابة 60 شخصًا على الأقل بجروح متفاوتة، بينهم 15 إصاباتهم خطيرة.
من جانب آخر، وصف المستشار الألماني أولاف شولتس الحادث بالمأساة الكبيرة وأعرب عن تضامنه مع الضحايا وعائلاتهم، مشيدًا بالجهود البطولية لفرق الإنقاذ. كما أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن صدمته العميقة، مشيرًا إلى أن فرحة عيد الميلاد تعرضت لضربة مروعة بسبب هذه الحادثة. وأضاف أن السلطات تبذل كل جهودها لتحديد ملابسات الهجوم.
وأثارت الحادثة ردود فعل واسعة من داخل ألمانيا وخارجها، حيث أعرب العديد من المسؤولين الأوروبيين عن تضامنهم مع الشعب الألماني. وفي النمسا، أعرب وزير الخارجية ألكسندر شالنبرغ عن صدمته البالغة، مؤكدًا وقوف النمسا إلى جانب ألمانيا في هذه المحنة، ومشيرًا إلى ضرورة تعزيز التعاون الأوروبي لضمان أمن وسلامة المواطنين في الأعياد. كما وصف وزير الداخلية غيرهارد كارنر الحادث بأنه “مروع وغير إنساني”، وأكد أن النمسا ستُجري تقييمًا للوضع الأمني الحالي في أسواق عيد الميلاد لتفادي وقوع حوادث مشابهة.
كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن صدمته البالغة، قائلاً إن فرنسا تشارك ألمانيا ألمها في هذه الأوقات العصيبة. ووصف رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الهجوم بالوحشي، بينما أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعمه الكامل لألمانيا في مواجهة هذا العمل المروع.
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان هجومًا مشابهًا وقع قبل ثماني سنوات تقريبًا، حين اقتحم إرهابي سوق عيد الميلاد في برلين بشاحنة، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة العشرات.



