النيابة العامة تبدأ التحقيق بعد تقارير إعلامية عن عميل روسي في شركة نمساوية لمعالجة المياه

فييناINFOGRAT:

على الرغم من أن “مديرية حماية الدولة وخدمات الاستخبارات” (DSN) في النمسا كانت تحقق منذ فترة في زيارات قام بها عميل روسي مزعوم إلى شركة نمساوية لمعالجة مياه الصرف الصحي، إلا أن النيابة العامة المختصة في مدينة Wels لم تبدأ التعامل مع هذه القضية إلا يوم الأربعاء الماضي، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

وفي غضون ذلك، يشتبه الخبراء في أن القضية تتعلق بالتمويه لتسهيل سفر العميل الروسي أكثر من تعلقها بالتجسس الصناعي. وأكدت متحدثة باسم النيابة العامة في Wels لوكالة الأنباء النمساوية (APA) يوم الجمعة أنه تم في الخامس من نوفمبر 2025 فتح ملف في هيئتها ضد مجهولين بتهمة الاشتباه في “استطلاع سر تجاري أو صناعي لصالح دولة أجنبية”. لكنها شددت على أنه لا يوجد حالياً أي تحقيق رسمي جارٍ، وأن الوقائع قيد المراجعة.

سلسلة جوازات السفر مشكلة العملاء الروس

قبل يوم واحد من تقديم البلاغ، علمت النيابة العامة من خلال تقارير نشرها موقع theins.ru الروسي للتحقيقات الاستقصائية ومنصة jetzt.at النمساوية، أن موظفاً مزعوماً يعمل بدوام كامل لدى الاستخبارات العسكرية الروسية (GU، المعروفة سابقاً باسم GRU) كان مهتماً بأنشطة شركة VTA Austria GmbH المتخصصة في معالجة مياه الصرف الصحي تحت اسم مزيف، وقد شارك في مدرسة صيفية نظمتها الشركة في حوالي عام 2018. ويُعزى هذا الكشف إلى الصحفي الاستقصائي البلغاري الشهير Christo Grozev، الذي اكتشف قبل بضع سنوات أن ضباط المخابرات العسكرية الروسية يسافرون إلى الخارج بجوازات سفر من سلسلة محددة. وبمساعدة قواعد بيانات روسية مسربة، تم الكشف عن مزيد من التفاصيل المتعلقة بالسيرة الذاتية للعميل.

وبعد نشر التقارير، أوضحت “مديرية حماية الدولة وخدمات الاستخبارات” (DSN) أن الوقائع معروفة وأن التحقيقات لا تستهدف الشركة المتضررة. وأشارت إلى أن موظفي شركة VTA Austria GmbH يتعاونون بشكل كامل مع (DSN). ووفقاً لـ jetzt.at، لفت انتباه (DSN) الروسي المهتم بمعالجة مياه الصرف الصحي في العام الماضي. وعندما سألت وكالة (APA) وزارة الداخلية مجدداً يوم الجمعة عما إذا كانت القضية قد عولجت لفترة طويلة حصرياً على المستوى الاستخباراتي من قبل (DSN) ولهذا السبب لم يتم تقديم بلاغ إلى النيابة العامة قبل المنشورات التي صدرت يوم الثلاثاء، لم يتم الرد على السؤال.

تجسس صناعي أم تمويه للعملاء

علق مؤسس ورئيس شركة VTA Ulrich Kubinger في صحيفة Oberösterreichische Nachrichten (في طبعة الأربعاء) قائلاً: “لقد كنا هدفاً للتجسس الصناعي الروسي”. لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لم يحدث أي تسريب للمعلومات أو التكنولوجيا.

في المقابل، طرح الخبير الاستخباراتي Thomas Riegler في الصحيفة تفسيراً مختلفاً، حيث قال: “Rottenbach هي حالة خاصة جداً، وقد لا يكون التجسس التكنولوجي هو الهدف الرئيسي على الإطلاق. فمن المرجح أن الإجراء كان يهدف إلى جعل غطاء العميل (التغطية) أكثر مصداقية”. وأوضح Riegler أن غطاء كهذا، كأن يتظاهر العميل بأنه متخصص في إدارة مياه الصرف الصحي، يسهل عليه السفر الدولي دون إثارة الشبهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى