انتصار ساحق لحزب الحرية يرفع الضغوط على الأحزاب الكبرى في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
أكد المستشار السياسي Thomas Hofer أن الفوز الساحق الذي حققه حزب الحرية (FPÖ) في انتخابات ولاية Steiermark سيزيد بشكل كبير الضغوط على مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي بين حزبي الشعب (ÖVP)، الاشتراكي (SPÖ)، وحزب النيوس (NEOS) على المستوى الاتحادي. وبيّن Hofer أن هذا الانتصار، الذي تجاوز نسبة 35%، كان متوقعًا لكنه جاء أكبر مما توقعه كثيرون، مما وضع الأحزاب الكبرى تحت ضغوط متعددة المستويات.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، رغم الصدمة الانتخابية، يرى ÖVP، وفق ما صرح به أمينه العام Christian Stocker، أن هذه النتائج لن تؤثر على مفاوضات الائتلاف الاتحادي، من جانبه، قال Klaus Seltenheim، المدير التنفيذي الفيدرالي لحزب SPÖ، إن هذه الانتخابات “تتعلق بولاية Steiermark فقط”.
على عكس ذلك، يرى Hofer أن النتيجة تحمل تداعيات كبيرة على مستوى الأحزاب الاتحادية. وأشار إلى أن الحاجة الملحة لتشكيل ائتلاف تتزايد، لأن الذهاب إلى انتخابات مبكرة ليس خيارًا واردًا في ظل تصاعد قوة حزب الحرية، الذي يظهر في استطلاعات الرأي الاتحادية فوق نتائجه في الانتخابات التشريعية الأخيرة.
تحديات تقديم تنازلات داخلية
من أجل تشكيل حكومة اتحادية، سيكون على الأحزاب تقديم تنازلات صعبة، مما يزيد من التوترات الداخلية. بالنسبة إلى SPÖ، قد يواجه أنصار زعيم الحزب Andreas Babler إحباطًا إذا اضطر الحزب لتبني مواقف أكثر براغماتية من وعوده الانتخابية. أما ÖVP، فتواجه شكوكًا داخلية حول خيار التحالف الثلاثي مع SPÖ وNEOS، حيث يفضل البعض خيار التحالف مع حزب الحرية نظرًا لتقارب مواقفهم.
ومع ذلك، أشار Hofer إلى أن ÖVP سيضطر في حالة تحالفه مع FPÖ للقبول بدور الشريك الأصغر في الحكومة، وهو أمر يصعب تقبله داخليًا، خاصة وأن الأحزاب التي تقبل هذا الدور غالبًا ما تواجه تراجعات كبيرة في الانتخابات اللاحقة.
خيارات متعددة أمام FPÖ
أمام زعيم حزب الحرية Herbert Kickl خيارات استراتيجية متعددة. وأوضح Hofer أن الحزب قد يستغل الوضع الراهن للضغط أكثر على الأحزاب الأخرى، كما أنه قد يختار البقاء في المعارضة لمواصلة تعزيز قوته حتى الانتخابات المقبلة.
عوامل محلية وبُعد وطني
رغم التأثيرات الوطنية على انتخابات Steiermark، يرى Hofer أن العوامل المحلية لعبت دورًا مهمًا أيضًا. الانتقادات التي وجهها Landeshauptmann Christopher Drexler من حزب ÖVP لرئيس الجمهورية Alexander Van der Bellen باعتباره مسؤولًا عن الهزيمة الانتخابية، وصفها Hofer بأنها “تبرير ضعيف”.



