بعد فشل متكرر.. دومينيك فلازني يعلن إنهاء نشاط حزب البيرة في النمسا ككيان سياسي

فيينا – INFOGRAT:
أعلن دومينيك فلازني، مؤسس Bierpartei (حزب البيرة)، اليوم الاثنين عن قراره بعدم خوض أي انتخابات مستقبلية، مؤكداً في بيان مصور أن الحزب سيغلق فصله ككيان سياسي بالمعنى التقليدي، يأتي هذا القرار بعد نجاح الحزب في الانتخابات الرئاسية الفيدرالية، لكنه فشل بشكل واضح في الانتخابات البرلمانية الوطنية في سبتمبر الماضي.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أكد فلازني أن الحزب سيظل “نقديًا ويقظًا”، مشيرًا إلى أن هذه الحاجة ضرورية في الأوضاع الحالية، ووجه شكره إلى الناخبين والمتطوعين وأعضاء الحزب الذين دعموه خلال السنوات الماضية، موضحًا أن الحزب سيعود إلى “جذوره” دون أن يحدد بدقة ما يعنيه ذلك. لكنه أوضح أن الحزب لن يشارك في انتخابات فيينا المقبلة في أبريل 2025 أو أي انتخابات أخرى.
تحوّل إلى حركة غير حزبية
صرّح فلازني بأن الحزب سيتحول إلى “تجمع فكري” يركز على تحليل الأوضاع السياسية وانتقاد السياسات القائمة دون الارتباط بالمناصب الرسمية، مؤكدًا: “سنظل صوتًا حرًا ومؤثرًا، ولو بأسلوب غير تقليدي”، وأوضح أنه اعتبارًا من 2025، لن يكون للحزب أعضاء رسميون، حيث ستنتهي جميع العضويات السابقة تلقائيًا مع نهاية العام الحالي.
انتقادات تتعلق بالشفافية المالية
تعرض الحزب في الأشهر الماضية لانتقادات بسبب ما وصف بـ”الغموض” في إدارة التبرعات والتمويل الانتخابي، وردًا على ذلك، نشر الحزب تفاصيل على موقعه الإلكتروني تفيد بأن جميع الأموال التي تم جمعها خلال الاستعداد للانتخابات الوطنية لعام 2024 تم إنفاقها على التنظيم، الحملات الإعلامية، المؤتمرات الصحفية، والجولات الانتخابية، كما سيتم استخدام تعويضات نفقات الحملة الانتخابية لتسديد الفواتير المتبقية.
من السخرية السياسية إلى الإخفاق الانتخابي
تأسس الحزب عام 2015 كمشروع ساخر من قبل فلازني، المعروف باسم Marco Pogo، وهو مغني فرقة Turbobier لموسيقى البانك روك، وبدأ الحزب بالمنافسة في الانتخابات البرلمانية لعام 2019 على مستوى فيينا فقط، حيث حصل على نحو 5000 صوت، وفي عام 2020، فاز الحزب بـ 11 مقعدًا في مجالس الأحياء بفيينا، لكنه فشل في دخول برلمان الولاية.
بلغت ذروة نجاح الحزب في انتخابات الرئاسة الفيدرالية لعام 2022، عندما حصل فلازني على 8.3% من الأصوات على المستوى الوطني، وجاء في المركز الثاني في فيينا، ولكن قبل الانتخابات الوطنية لعام 2024، تراجعت شعبيته بسبب غموض برنامجه السياسي وظهوره كحزب يقوده شخص واحد، ونتيجة لذلك، حصل على 2% فقط من الأصوات، مما أدى إلى استبعاده من البرلمان.
مسيرة متعددة المجالات لفلازني
إلى جانب السياسة والموسيقى، يعتبر فلازني طبيبًا ومؤلفًا ورجل أعمال ناجحًا، حيث أسس علامته التجارية الخاصة للبيرة وحقق نجاحًا تسويقيًا كبيرًا. كما دخل مجال الكوميديا من خلال عروض الكاباريه المستوحاة من كتابه “Gschichtln” الصادر عام 2021، حيث قدّم عروضًا ناجحة في العديد من القاعات النمساوية.
نهاية فصل وبداية أخرى
مع إعلانه إنهاء المسيرة الحزبية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل فلازني السياسي، خاصة مع إصراره على البقاء ناشطًا وناقدًا للأوضاع العامة في النمسا. فهل ستكون هذه نهاية حزب البيرة فعلاً، أم مجرد تحول إلى شكل جديد من العمل السياسي؟