بعد واقعة مطعم فيينا: مخيم في تيرول يرفض استقبال سياح إسرائيليين
فيينا – INFOGRAT:
شهدت النمسا حادثة جديدة يُشتبه في طابعها المعادي للسامية، بعدما تم طرد زوجين إسرائيليين من مخيم سياحي في بلدة Ehrwald بولاية تيرول، وذلك بعد أيام من جدل مماثل بشأن طرد موسيقي إسرائيلي من مطعم بيتزا في فيينا بدعوى تحدثه بالعبرية، بحسب صحيفة Heute النمساوية.
في إطار جولة سياحية أوروبية بمناسبة عيد زواجهما الفضي، وصل الزوجان Nissan Dekalo وزوجته Lee إلى النمسا، وتحديداً إلى بلدة Ehrwald عند سفح جبل Zugspitze، بهدف قضاء الليلة في أحد مخيمات التخييم السياحية هناك. لكن ما حدث عند الاستقبال شكّل صدمة بالنسبة لهما، بحسب ما رواه Dekalo لوسائل الإعلام.
فور وصولهما، ركن الزوجان مركبتهما وربطوها بالبنية التحتية للمخيم، ثم توجها إلى الاستقبال لإتمام الإجراءات، حيث طُلب منهما إبراز جوازات السفر. وهنا، بحسب رواية Dekalo، تغيّر وجه موظف الاستقبال فجأة، وأُبلغ الزوجان بشكل مباشر بأن “لا مكان للإسرائيليين هنا”.
وكتب Dekalo عبر حسابه على فيسبوك معبّراً عن صدمته: “هل الأمر يتعلق بغزة؟ أم أنه معاداة للسامية؟ ربما كلا الأمرين.”
تحدث Dekalo كذلك عن صدمته الشخصية العميقة المرتبطة بحرب 7 أكتوبر 2023، حيث كان شاهداً ومشاركاً في الدفاع عن كيبوتس Nahal Oz خلال الهجوم الدموي الذي شنّته حركة حماس، قائلاً: “قاتلت 13 ساعة من أجل البقاء، فقدت صديقي المقرّب، وتركّت أطفالي في المخبأ لأني كنت مضطراً لحماية الكيبوتس”.
الحادثة جاءت في أعقاب واقعة أثارت جدلاً واسعاً في الأيام الماضية، حيث اتهم الموسيقي الإسرائيلي Amit Peled (52 عاماً) مطعماً في فيينا بطرده لأنه كان يتحدث بالعبرية، وهي التهمة التي نفى صاحب المطعم صحتها بشدة، قائلاً: “لم يقع مثل هذا الحادث في مطعمنا”.
ردود الفعل السياسية في النمسا لم تتأخر. حيث صرّح وزير الدولة Alexander Pröll (ÖVP): “إذا تم التمييز ضد أشخاص فقط لأنهم يتحدثون العبرية، فهذا ناقوس خطر مخزٍ.”، وأضاف: “من يطرد ضيوفاً يهوداً من منشأة بسبب لغتهم، لا يهاجم فقط الوجود اليهودي، بل يعتدي على القيم الأساسية لجمهوريتنا”.
كما قالت وزيرة الخارجية Beate Meinl-Reisinger (NEOS) إن مثل هذه الحوادث “لا مكان لها في مجتمعنا، وهي غير مقبولة على الإطلاق”.من جهته، نفى صاحب المخيم في Ehrwald أن يكون سبب الطرد متعلقاً بجنسية الزوجين، وأشار إلى أن السبب يعود إلى “سوء سلوك الضيف”، وفق تعبيره، قائلاً: “لم أطرده بسبب جنسيته، بل لأنه لم يتصرف بشكل لائق، وهذا هو كل ما لدي لأقوله”.



