تحقيقات تكشف عن جاسوسة روسية تدعى “العصفور الأحمر” متورطة في اختطاف وقتل في أوروبا حتى فيينا
كشفت تحقيقات صحفية موسعة حول المدان الهارب Jan Marsalek عن هوية جاسوسة روسية خطيرة، عُرفت في الأوساط الاستخباراتية بالاسم الحركي “Red Sparrow” أو “العصفور الأحمر”، بحسب صحيفة derstandard النمساوية.
ووفقًا لبيانات ومعلومات تم الحصول عليها من تحليل الهواتف المحمولة والمحادثات الإلكترونية، يُعتقد أن هذه الجاسوسة هي امرأة روسية تدعى Jewgenija Kurotschkina، وهي مرتبطة بالعديد من العمليات السرية، بما في ذلك محاولة فاشلة لاختطاف منشق في Montenegro، بالإضافة إلى تورط محتمل في جريمة قتل في العاصمة الألمانية برلين.
تُشير التحقيقات التي أجرتها وسائل إعلامية متعددة، منها “Spiegel” و”The Insider” و”ZDF” و”PBS Frontline” وصحيفة “STANDARD”، إلى أن Kurotschkina كانت تعمل مباشرة لصالح Stanislaw Petlinski، وهو مسؤول رفيع المستوى في الاستخبارات الروسية، ويُعتقد أنه هو من عرّف Marsalek على عالم الاستخبارات الروسية قبل سنوات. وقد أظهرت سيرة ذاتية كتبتها Kurotschkina بنفسها أنها تمتلك مهارات خاصة مثل “تقنيات القتال اليدوي” و”إتقان استخدام الأسلحة النارية”.
بعد انهيار شركة Wirecard في صيف 2020، ساعدت Kurotschkina في فرار Marsalek إلى موسكو، حيث قامت بتقديم طلب للحصول على هوية مزيفة له بصفة “كاهن روسي”. كما رافقته في رحلة إلى شبه جزيرة القرم في حافلة صغيرة بعد وصوله إلى روسيا. وقد استمر Marsalek في عمله كجاسوس، تحديدًا لصالح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB). وأظهرت بيانات هاتفه أنه كان بالقرب من مقر FSB في موسكو أكثر من 300 مرة خلال 11 شهرًا.
بعد فراره، قام Marsalek بإدارة شبكة من العملاء البلغار في جميع أنحاء أوروبا، وتم القبض عليهم في ربيع 2023 وحُكم عليهم بالسجن لعدة سنوات. وخلال التحقيقات، عثرت السلطات البريطانية على عشرات الآلاف من المحادثات بين زعيم الشبكة Orlin Roussev و Marsalek، ما سمح بإعادة بناء تفاصيل العديد من عمليات التجسس.
من أبرز هذه العمليات كانت محاولة اختطاف مسؤول أمني روسي منشق يُدعى Kirill Kachur في Montenegro. وتُشير التحقيقات إلى أن “Red Sparrow” كانت أحد الأفراد الذين شاركوا في هذه العملية. وفيما يتعلق بقضية مقتل المواطن الجورجي Selimchan Changoschwili في حديقة Tiergarten ببرلين عام 2019، تُشير البيانات إلى أن Kurotschkina سافرت إلى برلين قبل أيام قليلة من الجريمة، وغادرت بعد يوم من وصول القاتل، ويُعتقد أنها قد تكون سلّمت السلاح المستخدم في الجريمة.
وترتبط القضية بالنمسا أيضًا، حيث يُزعم أن العميل السابق في وكالة حماية الدستور النمساوية Egisto Ott كان على اتصال مع Marsalek وساعد شبكة التجسس البلغارية. وقد وُجهت إلى Ott تهم التجسس وإساءة استخدام السلطة، لكنه ينفي كل الاتهامات الموجهة إليه.



