تسرّب 1000 لتر من الوقود في نهر Große Mühl في النمسا العليا ما يتذر بكارثة بيئية

تسبّب تسرّب نحو ألف لتر من زيت التدفئة في نهر “غروسه مول” بمنطقة “روهْرباخ” في النمسا العليا، هذا الأسبوع في حالة من الاستنفار، وسط تحذيرات من آثار بيئية طويلة الأمد قد تطال الحياة المائية في المنطقة، لا سيما الأسماك.

وقع الحادث في ليلة الثلاثاء – الأربعاء دون أن يُكتشف لساعات، مما سمح بتسرّب الزيت عبر المياه لمسافة تُقدَّر بحوالي 15 كيلومترًا على امتداد نهر Große Mühl، من منطقة Rohrbach-Berg وصولًا إلى خزان مياه Neufelden. وفور تنبّه السلطات، سارعت فرق الإطفاء إلى نصب حواجز خاصة لاحتواء النفط وامتصاص كميات كبيرة منه، مما ساهم في الحد من انتشاره، وفقًا لبيانات صادرة عن قيادة منطقة Bezirkshauptmannschaft.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، بحسب بيان صادر عن قيادة فرقة الإطفاء في روهرباخ يوم الأربعاء 2 أبريل 2025، فقد تم تلقي بلاغ عن “تسرّب مواد نفطية إلى مجرى مائي”، وتبيّن عند الوصول إلى الموقع أن هناك رائحة قوية تشبه الديزل أو زيت التدفئة، وبالتنسيق مع الشرطة، تم تحديد أن الأمر يتعلّق بتسرّب كبير طال نهر Große Mühl من منطقة Haslach an der Mühl حتى Neufelden، ما استدعى استنفار أربع فرق إطفاء لإقامة أربع حواجز نفطية لمنع انتشار المواد الملوثة.

أوضح قائد العمليات في فرقة الإطفاء Martin Wakolbinger أن مصدر التسرّب كان خللًا في خزان وقود مملوك لأحد المزارعين، ما أدّى إلى تدفّق ما يقارب 1000 لتر من وقود الديزل إلى نظام الصرف الصحي ومنه إلى شبكة تصريف المياه، التي أوصلته بدورها إلى النهر.

تمّت السيطرة على الوضع وتأمين المناطق المتضررة، فيما يُجري خبير تابع لحكومة ولاية (Oberösterreich) تقييماً إضافياً للحادث لتحديد التداعيات البيئية والإجراءات اللازمة لمواجهتها.

غياب التأثير الفوري لا يعني غياب الخطر

رغم أن المعاينة البيئية الأولية من قبل اختصاصيين لم تُسجّل أي نفوق للأسماك أو آثار سامة مباشرة، إلا أن الخطر ما يزال قائمًا، وفقًا لما صرّح به Walter Koller، المسؤول في إدارة صيد الأسماك بمنطقة Rohrbach، الذي حذّر من أن الأسماك تتأثر بشكل بطيء وتدريجي بمثل هذه الملوثات.

وأوضح كولر أن:
“الزيت يلتصق بخياشيم الأسماك ويمنعها من امتصاص الأوكسجين، ما يؤدي إلى اختناقها ببطء وبشكل مؤلم.”

ولهذا السبب، ناشد كولر جميع العاملين في مجال الصيد على امتداد المجرى المتأثر، برصد النهر في الأيام والأسابيع القادمة وتوثيق أي حالات نفوق في صفوف الأسماك.

تهديد لكائنات ليلية نادرة أيضًا

أعرب كولر عن مخاوفه من امتداد الأثر إلى كائنات أخرى، من ضمنها حيوان سمّور السمك الليلي (Fischotter)، الذي يُقدّر عدد أفراده في المنطقة بحوالي 20 فردًا. وأضاف أن تلوّث فرائها بالنفط قد يؤدي إلى أمراض مميتة. واستنادًا إلى تجارب سابقة مع حوادث تلوّث مشابهة، قد تستغرق عملية استعادة التوازن البيئي في النظام النهري المتضرر من 3 إلى 4 سنوات، خاصة فيما يتعلق بعودة أعداد الأسماك إلى طبيعتها.

الاستجابة السريعة قد لا تكفي لتجنّب العواقب طويلة الأمدرغم التدخّل السريع للسلطات البيئية وخبراء الإطفاء، فإن العديد من الخبراء يعتقدون أن آثار هذا التسرّب لن تتضح بالكامل إلا بعد فترة طويلة. ولا تزال أعمال الرصد والفحوص البيئية مستمرة على امتداد نهر Große Mühl لرصد أي تطورات غير متوقعة في المنظومة البيئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى