تفاؤل حذر يخيم على سير مفاوضات تشكيل أول حكومة ثلاثية في النمسا
فيينا – INFOGRAT:
يخيم التفاؤل الحذر على سير مفاوضات تشكيل أول حكومة ثلاثية في النمسا بين ثلاثة أحزاب مختلفة السياسات والتوجهات بقيادة حزب الشعب المحافظ وبالتحالف مع الحزبين الاشتراكي والليبرالي وذلك عقب انتخابات المجلس الوطني “البرلمان” التي جرت آخر سبتمبر الماضي وأسفرت عن فوز حزب الحرية اليميني بالمركز الأول وإعراض جميع الأحزاب البرلمانية عن التحالف معه بسبب سياساته.
وعهد ألكسندر فان ديربيلين رئيس جمهورية النمسا بتكليف تشكيل الحكومة الجديدة إلى المستشار كارل نيهامر رئيس الوزراء المكلف بتسيير شؤون البلاد زعيم حزب الشعب المحافظ صاحب المركز الثاني بعد أن تأكد من رفض الحزبين الشعب والاشتراكي صاحبي المركزين الثاني والثالث، التحالف مع الحزب اليميني .
كانت مفاوضات الأحزاب الثلاثة الشعب والاشتراكي والليبرالي قد بدأت بعد مرور نحو بعد سبعة أسابيع من انتخابات المجلس الوطني لتشكيل الحكومة الجديدة المعروفة بـ “ائتلاف إشارة المرور” التي تعبر عن ألوان الأحزاب الثلاثة المشاركة في مفاوضات تشكيل الائتلاف الجديد.
واعترف قادة الأحزاب الثلاثة منذ بَدْء مفاوضات تشكيل أول تحالف ثلاثي في تاريخ الجمهورية الثانية بصعوبة المهمة بسبب التحديات الماثلة أمامهم، واختلاف سياسات وتوجهات أحزابهم التي تمثل تيارات مختلفة تضم الاشتراكي والليبرالي والبرجوازي وتريد تبنى سياسات وإجراءات متفاوتة لعلاج مشكلة الانكماش الاقتصادي وتقليص العجز الكبير في ميزانية النمسا، الذي حذرت منه المفوضية الأوروبية، بعد أن رفعت النمسا من توقعات عجز الموازنة للعام الجاري 2024 إلى 3.3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتوقع “المجلس المالي” في النمسا الذي يقدم الاستشارات للحكومة عجزًا في الميزانية يبلغ 4.1٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2025 بسبب الانكماش الاقتصادي وبطء التعافي والتأثيرات الاقتصادية السلبية الناجمة عن الفيضانات المدمرة التي ضربت ولاية “النمسا السفلى” مؤخراً، بينما يتعين على النمسا الالتزام بمعايير معاهدة “ماستريخت” للاتحاد الأوروبي، التي تنص على الحد الأقصى لعجز الموازنة بنسبة 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي سنويا.
وعن سير المفاوضات الائتلافية الجارية، أكد قادة الأحزاب الثلاثة سير المفاوضات بشكل بناء، لاسيما في إطار المجموعات الفرعية التي تتعاطى مع أبرز الملفات مؤكدين توافر الإرادة لدى جميع المشاركين لمواجهة التحديات الملحة.
وشدد زعماء الأحزاب الثلاثة على أهمية تكثيف الحُوَار من أجل تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تشكيل حكومة مستقرة موجهة نحو المستقبل.
وام