ثلث سكان فيينا يدخنون في أعلى معدل على المستوى الوطني وثلثهم مستعدون للإقلاع
فيينا – INFOGRAT:
أظهرت بيانات حديثة بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين أن ثلاثة من كل عشرة أشخاص في فيينا يدخنون بانتظام أو بشكل عرضي، ما يشكل نسبة تفوق المعدل الوطني، بينما تؤكد الجهات الصحية أهمية توسيع برامج الوقاية والعلاج، وتشير إلى فعالية الإجراءات السياسية مثل إزالة آلات بيع السجائر.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أظهرت بيانات صادرة اليوم، بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين (Weltnichtrauchertag)، أن 30,4% من سكان فيينا يدخنون بانتظام أو بين الحين والآخر، وهي نسبة تفوق المعدل الوطني في النمسا، حيث يدخن يوميًا حوالي 1,5 مليون شخص تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر، أي ما يعادل 21% من إجمالي السكان. وتؤدي عواقب التدخين في البلاد إلى وفاة 8.500 شخص سنويًا.
جاءت هذه الأرقام وفقًا لما أفادت به هيئة تنسيق الإدمان والمخدرات في فيينا (Sucht- und Drogenkoordination Wien – SDW)، التي شددت على الحاجة الماسة إلى توسيع العروض العلاجية والوقائية ضمن النظام الصحي، لا سيما في ظل النقص الملحوظ في المراكز العلاجية المتاحة مقابل العدد الكبير من المدخنين الراغبين في التغيير.
الاستعداد للتغيير موجود لدى كثير من المدخنين
قال إيوالد لوخنر (Ewald Lochner)، منسق قضايا الطب النفسي والإدمان والمخدرات في مدينة فيينا:
“من المجدي، لأسباب عديدة، إلقاء نظرة دقيقة على استهلاك التبغ والنيكوتين وتبعاته في فيينا، واتخاذ إجراءات وقائية فعّالة ضده”.
أشار لوخنر إلى وجود إجراءات فعالة للوقاية والعلاج، بدءًا من العلاج السلوكي، مرورًا بالدعم الدوائي، ووصولًا إلى برامج الإقلاع المنظم عن التدخين، وأكد أن ثلث المدخنين في النمسا أبدوا استعدادًا لتغيير سلوكهم. وبيّن أن الإقلاع عن التدخين يعود بفوائد صحية مباشرة، مثل تحسين الصحة الجسدية بسرعة، واستقرار الحالة النفسية، وتقليل مخاطر الأمراض الخطيرة على المدى الطويل.
دعم مجاني للإقلاع عن التدخين
صندوق التأمين الصحي النمساوي (Österreichische Gesundheitskasse – ÖGK) يقدم برامج دعم مجانية متعددة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، من بينها دورات متعددة الأسابيع تُنظم مجانيًا سواء عبر الإنترنت أو في مواقع مختلفة بأنحاء النمسا، وتهدف إلى مساعدة المشاركين في فهم سلوكهم الإدماني والتفاعل في مجموعات صغيرة.
كما توفر الخدمة المجانية عبر الهاتف المعروفة بـ “هاتف الإقلاع عن التدخين (Rauchfrei-Telefon)” استشارات من قبل أخصائيين في علم النفس الصحي، فضلًا عن برامج علاجية تُقدم بالتعاون مع الجامعة الطبية في فيينا (Medizinische Universität Wien) داخل المستشفى الجامعي العام (AKH Wien) للإقلاع عن التدخين في بيئة طبية خاضعة للإشراف.
إزالة آلات بيع السجائر والتدابير السياسية
وفي إطار جهود الوقاية، أوضحت SDW أن الإجراءات السياسية يمكن أن تكون فعالة جدًا، لاسيما فيما يخص الوقاية بين الشباب. وجاء في بيان للهيئة:
“الإجراءات السياسية منخفضة التكاليف مثل زيادة الضرائب على منتجات التبغ، ورفع أسعارها، أو إزالة آلات بيع السجائر يمكن أن تُحدث تأثيرًا كبيرًا، حتى تغييرات طفيفة في التوفر أو الأسعار لها نتائج قابلة للقياس على المستوى الدولي”.
وأكدت الهيئة أن خفض إتاحة منتجات التبغ عبر وسائل مثل إزالة الآلات العامة يحد من التدخين، وخصوصًا بين الفئات العمرية الأصغر، ويُعد مكملًا مهمًا للتدخلات الصحية والعلاجية القائمة.



