جامعة تيرول تكشف عن الحمض النووي للنباتات في حليب الأبقار باستخدام تقنية مبتكرة

اكتشف باحثون في جامعة Innsbruck في تيرول، طريقة جديدة لتحليل الحمض النووي للنباتات الموجودة في حليب الأبقار، مما يتيح فرصة لفهم التنوع البيولوجي في مروج Tirol الجبلية والتأكد من صحة الادعاءات المدونة على عبوات الحليب، وأظهرت هذه التقنية إمكانيات غير مسبوقة لتحديد النباتات التي تتغذى عليها الأبقار، سواء في المروج الجبلية أو في المزارع السهلية.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أكدت الباحثة Daniela Sint من معهد علم الحيوان بالجامعة أن الطريقة الجديدة تعتمد على استخلاص وتنقية الحمض النووي الخاص بالنباتات من الحليب، حيث يتم تحليل هذه العينات باستخدام أجهزة متطورة تكشف التسلسل الجيني للنباتات. وأضافت أن هذه التقنية تقدم إجابة دقيقة حول ما إذا كانت الأبقار قد تغذت بالفعل على أعشاب جبلية، كما تدعي بعض الشركات على عبوات منتجاتها، أم أنها تغذت على أعلاف تقليدية داخل الحظائر.

عينات من مناطق مختلفة

عملت الطالبة Stefanie Nairz، التي تُشرف على رسالتها الباحثة Daniela Sint، على جمع عينات من حليب الأبقار والنباتات لدراسة هذه العلاقة. شملت الدراسة منطقتين جبليتين هما Gschneier Alm في Pfunds وAlpe Gamperthun في See بمنطقة Landeck، إلى جانب عينات من مزرعة في وادي Leutasch للمقارنة. وأوضحت Nairz أن الهدف من جمع هذه العينات هو تحليل التنوع النباتي في المناطق الجبلية ومقارنتها بالمناطق المنخفضة، حيث يمكن لهذه التقنية أن تكشف أنواع النباتات التي تنمو في كل منطقة.

خطوات معقدة في المعمل

أشارت الباحثة Sint إلى أن التحليل يتطلب خطوات دقيقة ومعقدة. تبدأ العملية باستخراج الحمض النووي للنباتات، وهو عبارة عن أجزاء صغيرة من المادة الوراثية، من الحليب، تُنقى هذه الأجزاء ثم تُحلل في جهاز متخصص يُعرف بـ”آلة التحليل عالي الكفاءة”، الذي يقرأ تسلسل الحروف الجينية الموجودة في الحمض النووي. يتم بعد ذلك مقارنة هذه البيانات بقواعد بيانات ضخمة لتحديد أنواع النباتات بدقة.

وأوضحت Sint: “نستطيع قراءة حوالي 200 حرف جيني لكل عينة، وهذه الحروف الجينية تسمح لنا بمقارنة النتائج مع قواعد البيانات لمعرفة أنواع النباتات الموجودة بدقة”.

التأكد من الادعاءات على عبوات الحليب

تمثل هذه التقنية خطوة هامة في التحقق من الادعاءات التسويقية التي تُكتب على عبوات الحليب، وأكدت الباحثة أن النتائج تُظهر ما إذا كانت الأبقار قد تغذت على الأعشاب الجبلية المعلن عنها أم أنها تربت في حظائر وتغذت على أعلاف مصنعة مثل الذرة، وقالت: “يمكننا إثبات هذه الادعاءات بشكل علمي دقيق من خلال تحليل الحمض النووي للنباتات في الحليب.”

الأبقار كأدوات بحثية

إضافةً إلى ذلك، تسهم هذه التقنية في دراسة التنوع البيولوجي على مروج Tirol. فبدلاً من إجراء مسوحات مباشرة للمروج الجبلية، يمكن الاعتماد على الأبقار نفسها كأدوات بحثية، حيث تعمل كوسيلة لجمع البيانات البيئية. وأوضحت الطالبة Nairz أن الأبقار تنقل آثار النباتات التي تأكلها في حليبها، مما يساعد على مراقبة الأنواع النباتية التي تنمو في المناطق الجبلية والمناطق السهلية على حد سواء.

وأضافت: “بفضل هذه التقنية، يمكننا معرفة ما ينمو على المروج الجبلية وما اختفى أو ظهر حديثًا، وكذلك مراقبة الأنواع الغازية التي قد تشكل تهديدًا للتنوع البيولوجي.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى