جدل في فيينا حول مقترح لتخليد مؤسس تركيا بتسمية شارع باسم مصطفى كمال أتاتورك

طالبت عريضة جديدة في فيينا بتسمية أحد الشوارع باسم السياسي التركي التاريخي مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، مما أثار انقسامًا واسعًا بين المؤيدين والمعارضين في العاصمة النمساوية. ودعت العريضة إلى تغيير اسم شارع قائم مرتبط بتاريخ النازية، لتخليد ذكرى أتاتورك كرمز للديمقراطية والتحديث، بحسب صحيفة krone النمساوية.

طالبت عريضة حديثة في فيينا بإعادة تسمية شارع قائم باسم Mustafa Kemal Atatürk، السياسي التركي الذي أسس الجمهورية التركية عام 1923، وأطلق حزمة من الإصلاحات أبرزها فصل الدين عن الدولة، ومنح المرأة حق التصويت، وتعميم التعليم. وتستند العريضة، التي أطلقتها الناشطة Olcay O.، إلى حقيقة أن نحو خمسين دولة حول العالم – من بينها ألمانيا، إسرائيل، والولايات المتحدة – أطلقت أسماء شوارع أو أقامت تماثيل لتكريم أتاتورك، بينما لم تتخذ فيينا حتى الآن خطوة مشابهة.

وأكدت العريضة أن إعادة تسمية شارع نمساوي يحمل تاريخًا نازيًا باسم أتاتورك، ستكون “إشارة إلى الديمقراطية والتضامن”.

غير أن الفكرة أثارت جدلًا حادًا في الأوساط السياسية والشعبية، حيث تساءل كثيرون عن ضرورة هذه الخطوة، وتساءلوا عن مدى استعداد أي حي في فيينا للموافقة على المبادرة.

إجراءات معقدة ورفض مبدئي

من جهتها، أوضحت Veronica Kaup-Hasler، مستشارة الثقافة في فيينا، أن عملية تغيير اسم شارع تتطلب أولًا تقديم مقترح من إحدى مجالس الأحياء المحلية، ليُخضع لاحقًا للفحص الفني، متبوعًا بقرار من لجنة مجلس المدينة. وأشارت Kaup-Hasler إلى أن إعادة تسمية الشوارع القائمة “ليست من السياسات المعتمدة بشكل عام”، لما يترتب عليها من تكاليف وتعقيدات إدارية للمقيمين والمؤسسات، مثل إصدار أوراق سكن جديدة، وتحديث البيانات في البنوك وشركات التأمين والدوائر الحكومية.

خلفية سياسية حساسة

تزداد المسألة حساسية بسبب الانقسام السياسي العميق داخل الجالية التركية في فيينا، والتي تُقدر بنحو 200,000 شخص. إذ يُعد إرث أتاتورك اليوم موضع جدل داخل تركيا نفسها، في ظل قيادة الرئيس Recep Tayyip Erdoğan، الذي يتبنى نهجًا إسلاميًا-محافظًا يتعارض جذريًا مع علمانية أتاتورك الصارمة.

ويثير هذا الانقسام تساؤلات حول مدى تقبّل أفراد الجالية التركية في فيينا لتكريم أتاتورك بهذه الطريقة، خصوصًا في ظل ظهور مؤشرات سابقة على التوترات السياسية المستوردة من تركيا، مثل التجمعات الحاشدة لمؤيدي أردوغان في العاصمة النمساوية، والتي تسببت في انتقادات سياسية محلية واسعة النطاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى