حزب الحرية يجدد مطالبه ببناء “قلعة النمسا” لوقف الهجرة غير الشرعية والبدء بالترحيل

عقد حزب الحرية (FPÖ) اجتماعه السنوي بمناسبة العام الجديد يوم السبت في بلدة Vösendorf بولاية النمسا السفلى، حيث ركز بشكل أساسي على مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي مع حزب الشعب (ÖVP). حضر اللقاء أكثر من 5000 شخص وفقًا لتقديرات الحزب. في كلمته، دعا زعيم الحزب Herbert Kickl إلى دعم حكومة ائتلافية “زرقاء-سوداء”، كما ركز على الاستعداد للانتخابات القادمة في بورغنلاند، فيينا، والنمسا السفلى.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، خلال كلمته التي استمرت ساعة، تجنب Kickl مهاجمة قادة حزب الشعب الحاليين لكنه طالبهم بالتحلي “بالصدق”. وأكد أن معالجة “الفوضى” التي خلفتها الحكومة السابقة ستكون مهمة طويلة لكنها تهدف إلى تحقيق “خمسة أعوام جيدة للنمسا”.
نفى Kickl بشدة رغبة حزبه في خروج النمسا من الاتحاد الأوروبي، موضحًا أن انتقاده يركز على تقليل البيروقراطية وإنهاء ما سماه “شيوعية المناخ”.

كما رفض الاتهامات الموجهة إليه بأنه مقرب من روسيا، معتبرًا أن موقفه ينبع من “الحياد”، وأشار إلى أنه يسعى لوضع حد “لإراقة الدماء العبثية” في أوكرانيا، وأعرب عن اعتزازه بدعوته لحضور حفل تنصيب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لكنه أكد أنه لم يتمكن من الحضور قائلاً: “ترامب يقول أمريكا أولاً، وأنا أقول النمسا أولاً”.

قضايا الهجرة واللجوء في صدارة الخطاب
كرر Kickl دعوته لبناء “قلعة النمسا” لمنع الهجرة غير الشرعية، وأوضح رؤيته لبناء هذه “القلعة” من خلال قوانين صارمة، واستبدال المساعدات النقدية بخدمات عينية، وتعزيز قرارات رفض اللجوء، وتنفيذ رحلات ترحيل.
وشدد على أن مسألة الهجرة تعد “قضية مصيرية للقارة بأكملها”، داعيًا إلى التركيز على جوهر قوانين اللجوء ومنع ما وصفه بـ”الهجرة الجماعية تحت شعارات مزيفة”.

انتقادات لخصوم سياسيين واستعراض للقوة
في سياق حديثه عن الانتخابات المقبلة، انتقد Kickl بشدة الحزب الاشتراكي (SPÖ)، واصفًا حاكم بورغنلاند Hans Peter Doskozil بـ”كيم جونغ دوسكوزيل” كما هاجم عمدة فيينا Michael Ludwig بسبب زيادات الرسوم.

الاجتماع كان بمثابة استعراض للقوة، حيث ضم العديد من قادة حزب الحرية من مختلف الولايات الذين يشغلون مناصب حكومية محلية، مثل Udo Landbauer في النمسا السفلى وMario Kunasek في شتايرمارك، وشهد اللقاء دعمًا قويًا لمرشحي الحزب في الانتخابات المقبلة، حيث أعلن Norbert Hofer في بورغنلاند وDominik Nepp في فيينا عن خططهما لمواجهة الاشتراكيين.

أجواء الانتخابات المقبلة
مع اقتراب مواعيد الانتخابات في بورغنلاند يوم الأحد، وفيينا في أبريل، أظهر حزب الحرية ثقة متزايدة بقدرته على تحقيق نتائج قوية وتعزيز نفوذه في الحكومات المحلية والاتحادية. كان اللقاء بمثابة إعلان استعداد الحزب لخوض المعارك الانتخابية المقبلة بدعم قيادته ورؤيته السياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى