حزب الخضر يتهمون وزيرة الدفاع النمساوية بتفصيل نسخة جديدة من فضيحة (Eurofighter 2.0)

اتهم حزب الخضر في النمسا وزيرة الدفاع كلوديا تانر (ÖVP) بالتواطؤ في صفقة مثيرة للجدل لشراء طائرات تدريب عسكرية من شركة “ليوناردو” الإيطالية، مشيرين إلى احتمال تدخل لوبيات لتفصيل المناقصة على مقاس الشركة المصنعة، فيما بدأت النيابة الاقتصادية والفساد (WKStA) التحقيق في وثائق داخلية.

وبحسب صحيفة kurier النمساوية، جاءت هذه الاتهامات على خلفية صفقة مرتقبة لشراء 12 طائرة تدريب من طراز M-346FA من إنتاج شركة Leonardo الإيطالية لصالح الجيش النمساوي (Bundesheer)، وذلك في إطار استبدال الطائرات القديمة من طراز Saab 105 التي أصبحت خارج الخدمة الفعلية.

صفقات باهظة في ظل إجراءات تقشفية

قال النائب عن حزب الخضر دافيد شتويغمولر (David Stögmüller):
“لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تُساق النمسا في زمن التقشف إلى نسخة جديدة من فضيحة اليوروفايتر (Eurofighter 2.0)”، في إشارة إلى الصفقة السابقة المثيرة للجدل لطائرات “يوروفايتر”.

وقد أثارت صفقة الشراء جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة أن الكلفة الإجمالية المقدّرة تصل إلى مليار يورو، ما يفوق بكثير ما دفعته دول أخرى لصفقات مشابهة، رغم صعوبة المقارنة نظراً للاختلاف في التجهيزات، حيث أن النسخة التي ستُرسل إلى النمسا ستكون مزودة بتجهيزات قتالية وقدرات للتزود بالوقود جواً، ما يسمح باستخدامها أيضاً في مهام مراقبة المجال الجوي، وفقاً لما ذكره الجيش النمساوي الذي نفى وجود أي تجاوزات في عملية الشراء.

شبهات حول التخصيص المسبق للمناقصة

رغم ذلك، يرى النائب شتويغمولر وجود “تناقضات عديدة”، مشيراً إلى تقرير صادر عن المراجعة الداخلية انتقد اقتصار الإعلان عن المناقصة داخل أوروبا فقط، ما قلّص دائرة المنافسة بشكل كبير.

وأضاف شتويغمولر أن هناك دلائل على نشاط مبكر للوبيات الضغط لتفصيل المواصفات لتناسب عرضاً معيناً، متسائلاً:
“لماذا نحتاج طائرة تدريب إلى تسليح كامل وقدرة على التزود بالوقود جواً، وهي تجهيزات لا حاجة لها في تدريب الطيارين؟”، متهماً الوزارة بالسعي لاستبدال مقاتلات “يوروفايتر” الإيطالية الحالية التي لن تُستخدم بعد عام 2035 بطائرات لا تفي بالغرض القتالي الكامل.

شبهة تورط سياسيين واجتماعات دبلوماسية

وتحدث شتويغمولر عن “دلالات سياسية مثيرة”، خصوصاً لقاء جمع بين المستشار النمساوي حينها كارل نهامر (Karl Nehammer) ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (Giorgia Meloni)، قائلاً إن صفقة “ليوناردو” كانت في قلب الاجتماع، ما يُثير تساؤلات إضافية حول وجود ضغط سياسي لتسهيل إتمامها.

إحالة وثائق داخلية إلى النيابة

أعلن حزب الخضر أنه تقدّم بعدة استفسارات رسمية إلى وزارات الدفاع والمالية والعدل، كما قام بإحالة وثائق داخلية من وزارة الدفاع (وزارة تانر) إلى النيابة الاقتصادية والفساد (WKStA)، التي بدأت بدورها فحص الوثائق للتحقق مما إذا كانت هناك وقائع تنطوي على جرائم. وأشار شتويغمولر إلى أن بلاغاً مجهول المصدر سبق أن ورد إلى الجهات القضائية بشأن الصفقة.

مطالب بالشفافية وإجراءات برلمانية

إضافة إلى ذلك، أعلن الخضر عن نيتهم تقديم طلب برلماني لإلزام وزارة الدفاع بالكشف الفوري عن التقرير السنوي لعام 2024 الصادر عن لجنة مراجعة المشتريات، وهي جهة رقابية أساسية، غير أن عملها حالياً غير متاح للاطلاع العام.

كما يعمل الخضر بالتنسيق مع نواب في البرلمان الإيطالي، في ظل السمعة السلبية التي تحيط بشركة Leonardo في صفقات التسلّح السابقة.

“شراء ترفي غير مبرر”

وصف شتويغمولر الصفقة بأنها “شراء ترفي خاطئ”، قائلاً: “كيف يعقل أن لا نجد تمويلاً كافياً لدعم الأسر أو حماية المناخ، بينما نجد مليار يورو متاحة لشراء 12 طائرة تدريب؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى