حزب الشعب والاشتراكي يستأنفان مفاوضات تشكيل الحكومة النمساوية وسط ضغوط متزايدة
فيينا – INFOGRAT:
استأنف حزبا الشعب (ÖVP) والاشتراكي (SPÖ) في النمسا مفاوضاتهما لتشكيل الحكومة، وذلك بشكل ثنائي بعد انسحاب حزب النيوس (NEOS) من المفاوضات. وقد بدأت جلسة قيادية ظهر اليوم بمقر المستشارية النمساوية، بحضور زعيم حزب الشعب والمستشار الاتحادي كارل نيهامر (Karl Nehammer) وزعيم الحزب الاشتراكي أندرياس بابلر (Andreas Babler)، وتركزت المحادثات على تحديد جدول زمني جديد ووضع قواعد للعمل بالنسبة للفرق الفرعية.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، يواجه نيهامر وبابلر ضغوطًا كبيرة لتحقيق النجاح، لا سيما بعد تصريحات الرئيس الاتحادي ألكسندر فان دير بيلن (Alexander Van der Bellen) مساء الجمعة، حيث طالب بتشكيل الحكومة “دون أي تأخير”. وأكدت الأحزاب الرئيسية استمرارها في العمل على تشكيل ائتلاف ثنائي.
تحولات في مواقف الأحزاب
شهدت المفاوضات بعض المرونة في القضايا العالقة، حيث صرح حاكم ولاية سالزبورغ عن حزب الشعب، فيلفريد هاسلاور (Wilfried Haslauer)، بضرورة النظر في زيادة الإيرادات الحكومية، وهو موقف جديد يتماشى مع مطالب الاشتراكيين بفرض ضرائب على الثروات والميراث.
انسحاب النيوس وتأثيره
لم يتضح بعد تأثير انسحاب النيوس على فرص التوصل إلى اتفاق. فعلى الرغم من الخلافات الجوهرية بين الشعب والاشتراكي، فإن غياب طرف ثالث قد يسرّع المفاوضات، خاصة أن الحزبين يمتلكان خبرة طويلة في التفاوض مع الشركاء الاجتماعيين.
الخبراء وتحليل الوضع
رغم أن سيناريو الائتلاف الثنائي هو الأرجح حاليًا، أشار المحلل السياسي بيتر فيلتسماير (Peter Filzmaier) إلى أن التقدم في بعض القضايا لا يزال محدودًا، خاصة فيما يتعلق بتغطية الميزانية والإصلاحات. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يفرض على نيهامر وبابلر تحقيق نتائج لتجنب تآكل الدعم الداخلي داخل حزبيهما.
خطابات وتحذيرات
أكد نيهامر في خطاب له على ضرورة التركيز على قضايا مثل الاقتصاد والهجرة، بينما انتقد بابلر انسحاب النيوس واعتبره تضحية بالمصلحة الوطنية لصالح حسابات حزبية. من جهتها، حذرت زعيمة النيوس، بيتا ماينل-ريسينجر (Beate Meinl-Reisinger)، من تراجع المحادثات بشأن قضايا مثل المعاشات وتمويل الصحة.
مشكلة الأغلبية الهشة
يواجه الائتلاف المتوقع تحديًا كبيرًا بسبب الأغلبية الضيقة التي يعتمد عليها، مما يجعل تمرير القوانين، خاصة الدستورية، أمرًا صعبًا. وفي حين أبدى حزب الخضر تحفظاته بشأن الانضمام كطرف ثالث، طالب حزب الحرية (FPÖ) باستقالة نيهامر واصفًا المحادثات بثلاثية الفشل.



