خبراء: شبكات التواصل الاجتماعي باتت مسرحًا رئيسيًا للتطرف السريع بين الشباب في النمسا

أدانت محكمة في Wiener Neustadt يوم الجمعة الشاب النمساوي Luca K. بالسجن لعامين – غير نافذة بعد – بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وسط تقارير تشير إلى أن تطرفه جرى عبر الإنترنت، بحسب ما أفادت به “Dokumentationsstelle Politischer Islam”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

وأوضحت المحكمة أن الحكم يشمل فترة التوقيف الاحتياطي، ما يعني أن المتهم سيقضي الأشهر المقبلة في السجن قبل أن يتمكن من التقدّم بطلب للحصول على سوار إلكتروني (Fußfessel). وتعود خلفية القضية إلى صلته بشخص متورط في التخطيط لهجوم كان يستهدف حفلًا للمغنية الأميركية Taylor Swift قبل عام.

لم يشارك في التخطيط للهجوم لكنه روّج لدعاية “داعش”

أفادت المحكمة أن Luca K.، البالغ من العمر 18 عامًا، لم يكن متورطًا بشكل مباشر في التخطيط للهجوم المذكور، لكنه حوكم بتهمة نشر دعاية لتنظيم “الدولة الإسلامية” (IS). وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم، الذي لم يكن يتبع أي معتقد ديني من قبل، اعتنق الإسلام في عام 2022، وانتهج تفسيرًا متشددًا، ليبدأ بعدها مسار تطرفه.

وصف محاميه، Michael Dohr، المحاكمة بأنها “نموذج تعليمي لكيفية حدوث التطرف السريع”، مشيرًا إلى أن القضية تظهر “كيف يمكن أن يتم استقطاب الشباب بشكل متسارع”.

الإنترنت كمسرح للتطرف المتسارع

وبحسب Lisa Fellhofer من هيئة توثيق الإسلام السياسي في النمسا، فإن ظاهرة التطرف تحدث بشكل متزايد عبر الإنترنت. وقالت إن “المحتوى المتطرف متاح بسهولة وسرعة، وكلما كان الشباب أصغر سنًا، زاد احتمال تأثرهم بهذه الرسائل، لا سيما في ظل سعيهم لتكوين هويتهم وفهمهم للعالم”.

وأضافت Fellhofer أن دعاة التطرف عبر الإنترنت، ومن بينهم مؤثرون إسلاميون متشددون، ينجحون في الوصول إلى جمهور شاب “حتى في غرف نومهم”، وينشرون أفكارهم مثل الحنين إلى “الخلافة”.

أهمية الوعي العائلي ومراقبة المحتوى

شددت Fellhofer على ضرورة تطوير الوعي الرقمي داخل الأسر، قائلة: “من الضروري فهم كيف تعمل وسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب، ومن المهم معرفة متى ومع من نتحدث لطلب المساعدة، حتى لا يُترك الوالدان وحدهم إذا اكتشفوا أن ابنهم أو ابنتهم يتابعون مؤثرًا متطرفًا على TikTok”.

الابتعاد عن التطرف… ولكن دون ضمانات

قال Luca K. خلال جلسة المحكمة إنه تخلّى عن البيئة المتطرفة أثناء فترة التوقيف الاحتياطي، مشيرًا إلى أنه أصبح أبًا مؤخرًا. وأكد Murat Hirsekorn من جمعية DERAD المتخصصة في مكافحة التطرف أن المتهم يبدو “على المسار الصحيح”، لكنه حذّر من غياب أي ضمانات بشأن المستقبل.

وأوضح Hirsekorn: “حتى هو لا يعرف كيف ستتطور الأمور بعد إطلاق سراحه. فكل شيء قد يبدأ من لقاء بسيط – الذهاب لتناول وجبة مثلًا – ليجد نفسه من جديد وسط دوائر متطرفة. هو يعترف بذلك ويريد تجنبه، لكن يبقى أن يثبت قدرته على ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى