خبير نفسي نمساوي يدعو لتقييد استخدام وسائل التواصل بين الشباب

طالب كبير الأطباء النفسيين السابق في خدمات الدعم النفسي الاجتماعي (PSD)، جورج بزوطة، بفرض قيود صارمة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب، مشيرًا إلى ارتفاع حاد في المشاكل النفسية منذ انتشار هذه المنصات، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أكد بزوطة، الذي شغل منصب كبير أطباء خدمات الدعم النفسي الاجتماعي في فيينا لمدة 15 عامًا، أن الزيادة في الأمراض النفسية لدى الأطفال والشباب بدأت قبل جائحة كورونا بسنوات، وبشكل متزامن مع صعود استخدام وسائل التواصل الاجتماعي منذ عام 2010. وقال: “كلما زاد استخدام وسائل التواصل، تدهورت المؤشرات النفسية لدى الشباب في المناطق الغربية من العالم بشكل واضح”.

وأوضح الخبير النفسي أن هذا التدهور يظهر من خلال ازدياد حالات القلق، مشيرًا إلى أن “القلق هو المحرك الأساسي لمختلف أنواع المشاكل النفسية. يعاني المراهقون من مشاكل أكبر مع مظهرهم الخارجي، أكثر مما هو معتاد في سن البلوغ، كما تظهر لديهم أعراض اكتئاب متزايدة، وتتشكل دوامات من الخوف الوجودي يصعب الخروج منها”.

دعوة إلى تشديد القيود

أشار بزوطة إلى أن تقنين استخدام منصات التواصل الاجتماعي يعد خطوة ضرورية، موضحًا أن منصة TikTok، على سبيل المثال، تخضع في الصين لضوابط صارمة، بينما في الغرب “تُستخدم كما لو كنا في الغرب الأمريكي القديم، وهذا أمر كارثي، ونحن نكتفي بالحديث دون اتخاذ إجراءات فعلية”.

حاجة ماسة لدعم نفسي أوسع

خلال فترة عمله، ارتفع عدد موظفي PSD من 207 إلى 707 موظفين، وأوضح بزوطة أن نحو نصف هذه الزيادة خُصصت لمجال الطب النفسي للأطفال والمراهقين. وقال: “الأطفال والشباب هم مستقبلنا، ولهذا يجب أن نواصل تعزيز هذا المجال”.

كما طالب بزوطة بتوسيع نطاق الدعم خارج الممارسات الطبية الخاصة، مؤكدًا أن “الطفل الذي يعاني من مشاكل لا يحتاج دائمًا إلى طبيب نفسي. هناك مفاهيم تربوية ونفسية وعلاجية فعالة، ولكننا بحاجة أيضًا إلى مناخ مجتمعي شامل يركز على فرص الأطفال ويتيح لهم إمكانيات ملموسة”.

تعزيز دعم الأمهات النفسي

أعرب بزوطة عن حاجة ملحة لتوسيع مجال الطب النفسي المحيط بالولادة (Peripartalpsychiatrie)، أو ما يُعرف بطب نفس الأم والطفل. وقال: “في هذه الحالات، لا يتعلق الأمر بشخص واحد فقط، بل غالبًا باثنين أو أكثر، وهو أمر بالغ الأهمية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى