“خطوة عملاقة في طريق صعب”.. عائلة Dichand الألمانية تستحوذ بالكامل على صحيفة Kronen النمساوية
أصبح الناشر Christoph Dichand مخولاً بالاستحواذ على حصص مجموعة Funke Mediengruppe الألمانية في صحيفة “Kronen Zeitung”. وكما أُعلن يوم الإثنين، فإن الصحيفة النمساوية الأكثر انتشاراً ستصبح بالكامل ملكاً لعائلة Dichand. وقد قامت الهيئة الاتحادية للمنافسة (BWB) بمراجعة عملية الاستحواذ، لكنها لم تقدم أي طلب تدقيق إلى محكمة الكارتل. ووصف خبير الإعلام Andy Kaltenbrunner عملية الاستحواذ للعائلة المالكة بأنها “خطوة عملاقة في طريق صعب”، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
ولم تُذكر تفاصيل الصفقة، مثل قيمة المبلغ المدفوع. لكن وفقاً لصحيفة “Standard”، التي كانت أول من نشر قرار الهيئة الاتحادية للمنافسة يوم الإثنين، فإن سعر الشراء “ليس بعيداً عن خانة العشرات في نطاق الملايين”.
تاريخ الشراكة والخلافات
كانت مجموعة Funke Mediengruppe قد دخلت كشريك في صحيفة “Kronen Zeitung” عام 1987. وبلغت حصة دار النشر الألمانية، التي تعود جذورها إلى صحيفة “Westdeutschen Allgemeinen Zeitung” (“WAZ”)، نسبة 50 في المائة. أما النصف الآخر، فكان بالفعل مملوكاً لعائلة Hans Dichand، الذي توفي عام 2010 وأعاد إحياء العلامة التجارية في عام 1959 مع شركاء تحت اسم “Neue Kronen Zeitung”، وجعل منها الصحيفة الأكثر انتشاراً وتأثيراً في النمسا. وقد أظهرت أحدث تحليلات إعلامية أن النسخة المطبوعة من “Krone” تحقق نسبة انتشار تقارب 21 في المائة، وهي نسبة أقل مما كانت عليه قبل 20 عاماً، ولكنها لا تزال متفوقة بوضوح على المنافسين، حيث يقرأ أكثر من 1.6 مليون شخص في النمسا صحيفة “Kronen Zeitung” يومياً.
يُشار إلى أن العلاقة بين مجموعة Funke وعائلة Dichand كانت صعبة، وكثيراً ما احتكم الطرفان إلى محاكم التحكيم بسبب الخلافات حول حقوق الأولوية وتوزيع الأرباح المنصوص عليها في عقود الشراكة. وقد أُبرمت الاتفاقية المبدئية لبيع حصص Funke بالفعل في شهر يونيو الماضي.
ويظل التوزيع الدقيق للحصص داخل عائلة Dichand غير معلن، حيث يمتلك كل من Johanna و Michael Dichand حصصاً في الصحيفة إلى جانب Christoph.
تأثير الاستحواذ على سوق النشر
أشار خبير الإعلام Kaltenbrunner إلى أن السيطرة بنسبة 100 في المائة على الصحيفة ستُسهِّل على الناشر Christoph Dichand اتخاذ القرارات التجارية، مثل الاستثمار في منتجات جديدة. وأوضح أن عملية الاستحواذ تأتي على خلفية “تحول جذري للغاية” في سوق النشر.
تجدر الإشارة إلى أن زوجة Christoph Dichand، السيدة Eva Dichand، هي ناشرة صحيفة التوزيع المجاني “Heute”، التي تحتل المرتبة الثانية بعد “Krone” في سوق الصحف المطبوعة. ولا توجد ترابطات اقتصادية بين الصحيفتين. ورغم عدم وضوح شكل العلاقة بين الصحيفتين مستقبلاً، استبعد الخبير Kaltenbrunner في تصريح لـ ORF.at أن “تتنافس الوسيلتان الإعلاميتان بشدة”.
مستقبل “Kurier” و “Mediaprint” ودعم الإعلام الحكومي
إلى جانب “Krone”، تمتلك مجموعة Funke Mediengruppe حصة في صحيفة “Kurier” اليومية. وبعد تسوية مسألة حصص “Krone”، قال خبير الإعلام إنه يبدو “من المنطقي جداً” أن تتفاوض مجموعة Funke أيضاً على الانسحاب من “Kurier”. ومن المرجح أن تكون مجموعة Raiffeisen هي المشتري لحصة الـ 50 في المائة من “Kurier”، حيث تمتلك بالفعل النصف الآخر من الصحيفة وأبدت اهتمامها بالاستحواذ الكامل. وفي حال توصل مجموعة Funke و Raiffeisen إلى اتفاق على السعر في المستقبل القريب، فإن “أسئلة ستُطرح حول شركة Mediaprint” وفقاً لـ Kaltenbrunner.
تُعد Mediaprint أكبر دار نشر في النمسا وثالث أكبر مجموعة إعلامية في البلاد بعد هيئة الإذاعة والتلفزيون ORF و Red Bull Media House. وتأسست الشركة في عام 1988 باندماج داري نشر “Krone” و “Kurier”. ورغم أن هيئتي التحرير تعملان بشكل مستقل، فإن Mediaprint مسؤولة عن الطباعة والخدمات اللوجستية والتسويق والتوزيع. ويبلغ حجم مبيعاتها السنوية أكثر من 400 مليون يورو، وخلال عامي 2023/2024، وظفت المجموعة أكثر من 1800 شخص، بما في ذلك الشركات المشتركة.
وبحسب Kaltenbrunner، كانت مجموعة Funke، كمالك مشترك لكل من “Krone” و “Kurier”، بمثابة “العنصر الرابط” الذي يحافظ على التعاون. وفي حال انسحاب دار النشر الألمانية أيضاً من “Kurier”، ستُثار العديد من التساؤلات بين مالكي “Krone” و “Kurier” ضمن Mediaprint. و يتعلق أحد الأسئلة المحورية بتوزيع الأرباح، حيث تحصل “Krone” حالياً على 70 في المائة و “Kurier” على 30 في المائة. ولطالما شعرت “Krone”، التي تُدر إيرادات أعلى بكثير من “Kurier”، بأنها “تُعامَل بشكل سيئ” ضمن هذا النظام. وتوقع Kaltenbrunner حدوث “نقاشات حامية”.
يُضاف إلى ذلك أن المجموعة عانت اقتصادياً في السنوات الماضية، حيث سجلت Mediaprint خسارة قدرها 23.7 مليون يورو في الفترة 2022/2023. ومع مسار إعادة الهيكلة، تم تخفيض الخسائر قبل الضرائب إلى 2.6 مليون يورو في العام المالي 2023/2024. وأعلنت المجموعة في شهر مارس أنها تتوقع تحقيق نتيجة إجمالية إيجابية وواضحة مجدداً لعام 2024/2025.في سياق متصل، أعلن نائب المستشار Andreas Babler (عن حزب SPÖ)، المسؤول عن الإعلام، عن نيته رفع مستوى الدعم الإعلامي السنوي من 80 مليون يورو حالياً إلى “أكثر من 100 مليون يورو بكثير”. وتشمل الميزانية المرصودة دعماً للتوزيع ودعماً لاشتراكات الصحف للشباب. وأفاد Babler بأن معايير الدعم ستركز بشكل خاص على الجودة ونماذج الأعمال المستقلة والعمل الإعلامي المبتكر.



