دراسة: اللاجئون الأوكرانيون في النمسا يفضّلون فرص العمل على المساعدات الاجتماعية

فييناINFOGRAT:

أظهرت دراسة حديثة أن فرص العمل وإمكانيات الكسب المالي تُعدّان عوامل أكثر تأثيرًا من المساعدات الاجتماعية في تحديد وجهات إعادة التوطين لدى اللاجئين من أوكرانيا، الذين فرّوا إلى أوروبا بعد اندلاع الحرب الروسية. ويعيش في النمسا حاليًا نحو 88 ألف لاجئ أوكراني، من بين نحو خمسة ملايين لجأوا إلى دول أوروبية حتى نهاية ديسمبر 2024، وفقًا لبيانات Statistik Austria، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

الدراسة، التي نُشرت في مجلة PNAS العلمية، أجراها فريق بحث بقيادة يوب أديما (Joop Adema) من جامعة Innsbruck، بالتعاون مع مركز ifo الألماني للاقتصاديات التنموية والهجرة في ميونيخ. وركّزت الدراسة على تحليل دوافع اختيار وجهات اللجوء لدى الأوكرانيين، في ظل الجدل السياسي المتواصل في دول عدة، بينها النمسا، حول دور المساعدات الاجتماعية في جذب اللاجئين.

تجربة بحثية موسّعة على أكثر من 3,300 لاجئ

في إطار التجربة، شارك أكثر من 3,300 لاجئ ولاجئة أوكرانية ممن يقيمون في دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب النرويج وسويسرا، في استبيان افتراضي خضع فيه المشاركون للمقارنة بين بلدين وهميين يختلفان في عدة عوامل، منها:

  • القرب الجغرافي من أوكرانيا
  • وجود أفراد من العائلة أو الأصدقاء
  • اللغة المتداولة ومدى إتقانها
  • إمكانية العثور على عمل مناسب للمؤهلات
  • متوسط الدخل في البلد
  • مستوى الدعم الاجتماعي ومخصصات الأسرة
  • تكاليف السكن

طُلِب من المشاركين أن يختاروا الدولة التي يفضلون الانتقال إليها بناءً على هذه العوامل.

النتائج: فرص العمل أولًا

خلص الباحثون إلى أن فرص العمل تمثّل العامل الأقوى في تحديد وجهة اللاجئين الأوكرانيين، متقدمة بوضوح على حجم المساعدات الاجتماعية. وبيّنت النتائج أن الفوارق في الدخل تلعب دورًا أربعة أضعاف أكثر أهمية من الاختلافات في الدعم الاجتماعي عند اتخاذ القرار.

وقال بانو بوتفاارا (Panu Poutvaara)، مدير مركز ifo، في بيان صحفي: “هذا لا يعني أن المساعدات لا تهم، لكنها ليست العامل الأساسي”. وأكدت إيفون غيسينغ (Yvonne Giesing)، وهي من المشاركات في إعداد الدراسة، أن تقليص هذه المساعدات ربما لا يقلل من أعداد القادمين، بل قد يؤدي إلى نتائج عكسية، منها إضعاف عملية الاندماج على المدى الطويل.

شبكات الدعم والمعرفة اللغوية تلعب دورًا أيضًا

أظهرت الدراسة أيضًا أن وجود شبكات عائلية أو اجتماعية في بلد ما، إلى جانب إتقان اللغة المحلية، يمثل عناصر جذب مهمة. وهذه العوامل مجتمعة تزيد من فرص الاستقرار والاندماج وتُعدّ أكثر تأثيرًا من الحوافز المالية المباشرة.

قابلية النتائج للتعميم… مع تحفّظ

ويرى فريق البحث أن هذه النتائج قد تنطبق أيضًا على مجموعات لاجئين أخرى، إلا أنهم أقروا بأن اللاجئين الأوكرانيين يتمتعون غالبًا بمستوى تعليمي أعلى من المتوسط، ما يجعل فرص العمل ذات أهمية أكبر بالنسبة لهم مقارنة بجماعات لجوء أخرى.

وأضاف الباحثون أنهم لاحظوا أن الأوكرانيين الذين يعطون الأولوية لسوق العمل والمعرفة اللغوية، يميلون للاستقرار في بلدان تتوافق مع هذه القيم، مما يعزز فرضية أن التكامل الاقتصادي والاجتماعي أكثر جذبًا من الدعم المالي المؤقت.


مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى