دراسة تؤكد أن الشباب النمساوي يتناولون كميات قليلة جداً من الألياف الغذائية
يبدو أن جزءاً كبيراً من النمساويين يتناولون كميات أقل بكثير من الألياف الغذائية اللازمة يومياً، فقد كشفت دراسة أجريت في Innsbruck وشملت أكثر من 800 مشارك بمتوسط عمر يناهز 22 عاماً، أن هذه القيمة بلغت حوالي نصف الحد الأدنى الموصى به. وتظهر نتائج الدراسة العلمية في مجلة “Foods” المتخصصة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
كتبت Maria do Carmo Greier (من عيادة HNO-Universitätsklinik/Innsbruck) ومشاركوها في الدراسة (تحت معرف doi: 10.3390/foods14223863): “تلعب الألياف الغذائية دوراً حاسماً في تنظيم وزن الجسم وصحة التمثيل الغذائي. وعلى الرغم من فوائدها، لا يزال تناول الألياف دون المستوى الأمثل. وقد بحثت هذه الدراسة العلاقة بين تناول الألياف ومؤشر كتلة الجسم (BMI) ومصادر الألياف لدى الشباب النمساويين الحاصلين على تعليم جامعي”.
الألياف مكون غذائي حيوي
ويؤكد الخبراء أن الألياف الغذائية مكون مهم لنظام غذائي صحي وتلعب دوراً أساسياً في العديد من جوانب صحة الإنسان. وتندرج هذه المكونات الغذائية تحت فئة الكربوهيدرات وتتواجد بشكل أساسي في الأطعمة النباتية مثل الفواكه والخضروات والبقوليات ومنتجات الحبوب الكاملة والمكسرات والبذور. وأوضح العلماء: “هناك نوعان رئيسيان من الألياف الغذائية: قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان. تذوب الألياف القابلة للذوبان في الماء وتساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وخفض الكوليسترول، في حين تزيد الألياف غير القابلة للذوبان من حجم البراز وتعزز حركة الأمعاء المنتظمة، وتمنع الإمساك وتدعم عملية الهضم”.
توصي الجمعية الألمانية للتغذية البالغين من كلا الجنسين الذين تزيد أعمارهم عن 19 عاماً بتناول ما لا يقل عن 30 غراماً من الألياف الغذائية يومياً. ويشير مؤلفو دراسة Innsbruck إلى أن المبادئ التوجيهية للهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA) وهيئات الخبراء في البلدان الناطقة بالألمانية توصي بتناول ما بين 25 إلى 35 غراماً من الألياف يومياً (وتوصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بـ 25 غراماً على الأقل).
ومع ذلك، فإن الواقع يبدو مختلفاً. ويقول الخبراء: “يتناول الكثيرون أقل من نصف هذه الكمية، مما يساهم فيما يعرف اليوم باسم ’فجوة الألياف الغذائية‘. ويرتبط هذا النقص بارتفاع معدلات الأمراض المزمنة، والالتهابات الجهازية، وضعف واجهة الأمعاء والمناعة. ويمكن أن يثري استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف ميكروبيوم الأمعاء، ويقوي الدفاعات المناعية، ويحسن وظائف التمثيل الغذائي، ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض على مدار العمر. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط انخفاض تناول الألياف الغذائية بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة بالوزن الزائد والسمنة – وهي أمراض منتشرة في جميع أنحاء العالم اليوم”.
دراسة Innsbruck: شباب بالغون كمشاركين
قام علماء Innsbruck في ربيع العام الماضي بجمع بيانات عن المدخول اليومي من الألياف الغذائية لـ 813 مشاركاً في الدراسة. وكان من بينهم 96 رجلاً و 717 امرأة، بمتوسط عمر يزيد قليلاً عن 22 عاماً، وجميعهم من طلاب الجامعات.
وتلخص النتائج الرئيسية للدراسة، وفقاً للمؤلفين، ما يلي: “بلغ متوسط المدخول اليومي من الألياف الغذائية للمشاركين (813) 15.72 غراماً في اليوم. وقد استهلك الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن كمية أقل بكثير من الألياف (13.18 غراماً يومياً) مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي (16.09 غراماً يومياً)”.
واستمد الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) لا يتجاوز 25 أليافهم الغذائية بشكل أساسي من الفواكه والخضروات والبقوليات، بينما استهلكت مجموعة الوزن الزائد المزيد من البطاطس والخبز الأبيض. كما ارتبط تناول الألياف سلبًا بمؤشر كتلة الجسم – فكلما قل تناول الألياف، ارتفع وزن الجسم.
استهلك 93.1 بالمائة من المشاركين في الدراسة أقل من 25 غراماً من الألياف الغذائية يومياً. ووصل 6.9 بالمائة فقط إلى أكثر من 25 غراماً. وخلص الخبراء إلى أن “انخفاض تناول الألياف الغذائية منتشر على نطاق واسع بين الشباب ويرتبط بارتفاع مؤشر كتلة الجسم. وتشير النتائج إلى أن ليس فقط الكمية، ولكن أيضاً نوعية مصادر الألياف تلعب دوراً في حالة الوزن”. واعتبروا أن التدخلات لتحسين تناول الألياف من خلال التثقيف الهادف وتوفير بيئة غذائية صحية ستكون استراتيجية واعدة لتعزيز صحة الشباب.



