دراسة تكشف تراجع كبير في مهارات الشباب الرقمية في النمسا

INFOGRAT – فيينا:

تشير دراسة جديدة صادرة عن “الرابطة الدولية لإنجاز التحصيل التعليمي” (IEA) إلى أن المهارات الرقمية لدى الشباب في النمسا لم تواكب سرعة استخدامهم المتزايد لتقنيات المعلومات والاتصال، وقال مدير IEA ديرك هاشتدت إنه من الضروري التخلي عن “أسطورة” الشباب كـ”أبناء للعالم الرقمي” وفي ألمانيا، أُعرب عن ذلك بوضوح، حيث تبيّن أن 40% من الشباب “لا يجيدون سوى النقر والسحب” عند استخدام الأجهزة الرقمية.


وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، 
رغم الاستخدام اليومي المكثف للهاتف المحمول، إلا أن ذلك لا يعني اكتسابهم المهارات الرقمية المطلوبة للقرن الحادي والعشرين، وقد تناولت دراسة ICILS كيفية تفاعل طلاب الصف الثامن مع الأجهزة الرقمية واستفادتهم منها في البحث وتصميم المعلومات والتواصل، ومدى قدرتهم على التعامل الواعي مع هذه الوسائل.

نقص المهارات الرقمية الأساسية

أظهرت الدراسة أن ثلث طلاب الصف الثامن في النمسا يفتقرون إلى الأساسيات في التعامل مع الحواسيب والإنترنت، وبيّنت أن نصف الشباب في 35 دولة ومنطقة تعليمية مشاركة في الدراسة وصلوا بالكاد إلى مستوى الكفاءة الأساسي الأول.

ومن المثير أن 43% من الطلاب الأوروبيين كانوا في المستوى الأدنى من المهارات، بينما كانت النمسا بحوالي 39% أقل بقليل من المتوسط، مما يعني أنها لا تزال بعيدة عن الهدف الذي وضعه الاتحاد الأوروبي لخفض النسبة إلى 15% فقط بحلول عام 2030.

وقد حقق 44% من الشباب النمساويين المستوى الثاني من الكفاءة الرقمية، بينما وصل 17% منهم إلى المستوى الثالث، الذي يتطلب بعض الاستقلالية في حل المشكلات، أما المستوى الرابع والأعلى، فقد حققه 1% فقط من الطلاب.

تفاوت الأداء بين الجنسين

في النمسا، أظهرت الفتيات تقدماً بفارق 15 نقطة في المهارات المتعلقة بالمعلومات الرقمية مقارنة بالشباب، بينما تراجعن بـ12 نقطة في التفكير الحسابي، وهو مجال يختص بفهم كيفية عمل الحواسيب.

الفجوات الاقتصادية والاجتماعية

وكان للظروف الاجتماعية والاقتصادية دور واضح في هذه النتائج، حيث أظهر الطلاب غير الناطقين بالألمانية تراجعاً بمعدل 38 نقطة، فيما تراجع أبناء العائلات ذات التحصيل التعليمي المنخفض بمقدار 33 نقطة.

الحاجة إلى تعلم المهارات الرقمية خارج المدرسة

لوحظ أن معظم المهارات الرقمية، بدءاً من البحث على الإنترنت إلى ضبط إعدادات الخصوصية، يتعلمها الطلاب خارج المدرسة. وأشارت الدراسة إلى أن الطلاب غالباً يُطلب منهم تنفيذ عروض على “باور بوينت” أو البحث على الإنترنت دون تعليمهم الأساسيات اللازمة.

تعليقات وزير التعليم النمساوي

أكد وزير التعليم مارتن بولاشيك على أن مهارات الطلاب في النمسا تتجاوز المتوسط الأوروبي، معتبرًا ذلك نجاحًا هامًا للنظام التعليمي النمساوي، لكنه أشار إلى التحديات الناتجة عن الفروقات الاجتماعية والمهاجرين.

ويرى مختصو الوزارة أن تطوير كفاءات المعلمين هو أمر جوهري، إذ تم إدراج مقرر جامعي خاص للمعلمين الموجودين في الخدمة، مع الدعوة لتضمين هذه الموضوعات في أساسيات التدريب، وأشاروا أيضًا إلى مبادرة الوزارة لعام 2021 التي وفرت أجهزة إلكترونية للطلاب، لكنهم حثوا على ضرورة استخدامها في التعليم وليس فقط للعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى