دراسة (wiiw): النمسا بحاجة إلى المزيد من المهاجرين لسد نقص العمالة المؤهلة

تواجه النمسا مشكلة كبيرة في نقص العمالة المؤهلة في المستقبل، وخاصة في قطاع التصدير، حيث تشير دراسة حديثة إلى أن زيادة الإنتاجية لن تكون كافية لتعويض نقص القوى العاملة المتوقع. وتُظهر الدراسة التي أعدها معهد الاقتصاد النمساوي (wiiw) أن سوق العمل النمساوي سيعاني من نقص حاد في العمالة بحلول بداية الثلاثينيات من القرن المقبل، نتيجة لتقاعد جيل “الطفرة السكانية” (Babyboomer). يُتوقع أن يتقاعد حوالي 540,000 شخص من هذه الفئة بين عامي 2022 و2027، ولن تتمكن الأجيال الأصغر من تعويض هذا العدد بسبب انخفاض معدلات المواليد.

وبحسب صحيفة kurier النمساوية، تُعتبر النمسا من البلدان التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها، حيث يمثل قطاع التصدير حوالي 30% من إجمالي العمالة في البلاد، مع وجود عدد كبير من الرجال في هذا القطاع، خاصة في مجالات الإنتاج والزراعة. ووفقًا للدراسة، حتى في أفضل السيناريوهات، مثل زيادة العمالة بنسبة 0.4% سنويًا من خلال الهجرة أو زيادة المشاركة في العمل، سيكون من الضروري زيادة الإنتاجية بنسبة 1% سنويًا لتحقيق نمو معتدل في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5%.

يشير التقرير إلى أن هذا الأمر يتطلب زيادة الإنتاجية بشكل أكبر مما كان عليه في السنوات الماضية. ولتحقيق ذلك، يجب أن تشهد النمسا زيادة كبيرة في استخدام التكنولوجيا الرقمية وأتمتة العمليات، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة في طرق الإنتاج الأكثر كفاءة. وفي ظل هذا الوضع، ستتنافس الشركات النمساوية مع قطاعات أخرى للحصول على القوى العاملة المحدودة، مما قد يؤدي إلى خروج الشركات الرائدة من السوق إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

النقص المتوقع في العمالة سيؤثر بشكل خاص على النساء، والوظائف ذات المؤهلات المتوسطة والعالية، وكذلك الوظائف الأكاديمية، كما أن الصناعات النمساوية تواجه بالفعل نقصًا في القوى العاملة المؤهلة، مما يزيد من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية، من ناحية أخرى، تُشير الدراسة إلى أن هناك حاجة إلى تعزيز برامج التعليم والتدريب المهني وكذلك جذب العمالة الأجنبية من خلال تحسين الشروط المعيشية والعمل في النمسا.

فيما يتعلق بالحلول المحتملة، يقترح الخبراء العديد من الإجراءات المعروفة، مثل زيادة مشاركة النساء وكبار السن والمهاجرين في سوق العمل، وكذلك تعزيز الابتكار واستخدام التكنولوجيا الرقمية لزيادة الإنتاجية، كما يجب على النمسا تكثيف جهودها في جذب الكفاءات من الخارج، وضمان توفير بيئة تشجع على استقرار العمالة الأجنبية في البلاد.

وتختتم الدراسة بتحذير من أن النمسا ستواجه تحديات كبيرة في المنافسة مع دول أخرى على أفضل المهارات والكفاءات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى