ديوان المحاسبة ينتقد غياب الشفافية في سياسة الإعلام والإعلانات في مدينة فيينا

فيينا – INFOGRAT:
أجرى ديوان المحاسبة النمساوي تدقيقًا شاملاً على سياسة التواصل والإعلانات التي تم تنفيذها في مدينة فيينا خلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2021، وذلك في إطار أحد أكبر ميزانيات الإعلان بين الهيئات العامة في النمسا. وقد خلص التقرير إلى أن المدينة كانت تفتقر إلى الشفافية والتنظيم المناسبين في هذا المجال، إذ لم يتم تقديم صورة واضحة عن الإعلانات التي تم تنفيذها من قبل الدوائر المختلفة، كما أن عملية توثيق هذه الأنشطة كانت غائبة أو غير كافية.
وبحسب صحيفة derstandard النمساوية، أوصى ديوان المحاسبة بضرورة تنظيم مناقصات عامة للمشروعات التي تقل قيمتها عن 100,000 يورو، بالإضافة إلى توجيه تساؤلات حول الإعلانات التي تمت لصالح العلامة التجارية البيئية “Mein Gusto” التي تم ترويجها بموازنة كبيرة وصلت إلى 1.21 مليون يورو في عام 2022.
من جانبه، أفاد مارتن شيباني، رئيس قسم “التواصل والإعلام” في مدينة فيينا، في تصريحاته أنه تم تنفيذ معظم التوصيات التي وردت في تقرير ديوان المحاسبة، وأن المدينة تسعى باستمرار إلى تحسين شفافيتها في مجال الإعلام مقارنةً بالهيئات الإقليمية الأخرى في النمسا. كما أكد أن المدينة تواصل العمل من أجل تعزيز هذه الشفافية في تعاملاتها الإعلامية.
لكن ديوان المحاسبة أشار إلى أن المدينة لم تتمكن من تقديم صورة شاملة عن حجوزات الإعلانات التي تمت أو عن الشروط المقررة لهذه الحجوزات، وأوضح أن هذا يشير إلى وجود قصور في الشفافية والتنظيم، وقد أوصى الديوان بأن يتم نشر هذه المعلومات بشكل علني على الإنترنت لتكون متاحة للجمهور. كما تم التأكيد على أن الإعلام في مدينة فيينا كان يتم تنظيمه بشكل غير مركزي بين مختلف الدوائر الحكومية، وهو ما يتطلب تحسين التنسيق والتركيز في إدارة الإعلانات.
فيما يتعلق بالإعلانات الخاصة بالمدينة، أوصى ديوان المحاسبة باستخدام الوسائل الإعلامية التي تملكها مدينة فيينا بشكل أكبر. على سبيل المثال، أوصى التقرير بالتركيز على الصحيفة المجانية “Mein Wien” التي توزع على جميع الأسر في المدينة، بالإضافة إلى تفعيل القنوات الإعلامية الأخرى التي تمتلكها المدينة مثل الوسائط الاجتماعية والإنترنت. ولفت التقرير إلى أن هذه الوسائل الإعلامية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من سياسة التواصل في مدينة فيينا.
وقد أشاد ديوان المحاسبة بما أنجزته المدينة في نشر تقرير سنوي عن وسائل الإعلام في المدينة منذ عام 2021، والذي يهدف إلى تقديم تفاصيل دقيقة وشفافة حول الحملات الإعلامية والنفقات المترتبة عليها. وقد تم اعتبار هذا التقرير خطوة إيجابية نحو تعزيز الشفافية في سياسة الإعلام الخاصة بالمدينة.
وفي سياق آخر، أشار التقرير إلى أن بعض الحملات الإعلامية الكبرى مثل “صيف في فيينا” في عام 2019 والتي بلغت ميزانيتها 2.35 مليون يورو، بالإضافة إلى الحملات الخاصة بالعلامة التجارية البيئية “Mein Gusto”، كانت بحاجة إلى تبرير أكثر دقة للنفقات. كما أوصى ديوان المحاسبة بالتأكد من ضرورة الحاجة إلى حملات إعلامية من هذا النوع قبل تنفيذها، وكذلك البحث في البدائل الأرخص والأكثر كفاءة في الوصول إلى الجمهور.
فيما يخص الإجراءات الإدارية الخاصة بالإعلانات، فقد لاحظ ديوان المحاسبة أن قسم الإعلام التابع لمدينة فيينا كان يتعامل مع بعض أوامر الإعلان التي قيمتها أقل من 100,000 يورو كعقود مباشرة، دون أن يتم تقديم عروض متعددة أو التحقق من الأسعار المتاحة في السوق، وقد اختار ديوان المحاسبة أن يحقق في 122 من أصل 2580 طلبًا تم إجراؤه في عام 2021، وأشار إلى أن أكثر من ثلث هذه الطلبات لم يتم توثيقها بشكل كافٍ أو لم يتم إظهار العروض المقدمة من الشركات المتعاقدة، واعتبر ديوان المحاسبة أن هذا يفتقر إلى الشفافية ويقوض مبدأ المنافسة، وأوصى بضرورة ضمان وجود منافسة شفافة وعادلة في التعاقد على الحملات الإبداعية والإعلانات.
في ختام التقرير، أكد رئيس قسم “التواصل والإعلام” في مدينة فيينا على أن المدينة قد نفذت العديد من الإصلاحات في هذا المجال بناءً على ملاحظات ديوان المحاسبة، وأنه سيتم الاستمرار في تحسين الشفافية وتنظيم المعلومات بشكل أكثر دقة، مع الإشارة إلى أن ديوان المحاسبة قد أثنى على خطوات المدينة في تعزيز الشفافية ومصداقية الحملات الإعلامية.