رئيس حزب الشعب يشكر سوريًا على عمله البطولي.. وتركي بين المصابين – تفاصيل جديدة عن جريمة الطعن في كارنتن

شهدت مدينة فيلاخ الواقعة في ولاية كيرنتن النمساوية يوم السبت هجومًا دمويًا بسكين نفّذه رجل يبلغ من العمر 23 عامًا، ما أسفر عن مقتل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا وإصابة ستة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم ثلاثة في حالة حرجة يخضعون للعلاج في وحدة العناية المركزة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، وفقًا لما أعلنته الشرطة، فإن الجاني سوري الجنسية ويحمل تصريح إقامة في النمسا، وقد استُخدمت في الهجوم سكين قابلة للطي بطول نصل يبلغ عشرة سنتيمترات، حيث قام الجاني بمهاجمة المارة بشكل عشوائي في منطقة قريبة من الساحة الرئيسية وسط المدينة.

تمكنت الشرطة من إلقاء القبض على الجاني في غضون سبع دقائق فقط من تلقي البلاغ الأول، وذلك بمساعدة مواطن سوري آخر يعمل موزعًا للطعام، حيث استخدم سيارته لإعاقة الجاني ومنعه من مواصلة هجومه.

حتى الآن، لم يتم تحديد دوافع الجريمة، كما لم يتضح ما إذا كان الجاني يعرف الضحايا مسبقًا أم لا، وتولّى التحقيقات كل من مكتب الشرطة الجنائية في ولاية كيرنتن ومكتب الدولة لحماية الدستور ومكافحة التطرف، وسط حالة من الذعر والغضب العام.

تفاصيل الجريمة ومشهد الدماء في وسط المدينة

بحسب تصريحات المتحدث باسم الشرطة راينر ديونيسيو، وقع الحادث بعد ظهر السبت، حيث بدأ الجاني في الساعة الرابعة مساءً تقريبًا بمهاجمة المارة بشكل عشوائي في أحد شوارع وسط فيلاخ القريبة من الساحة الرئيسية.

وقد أسفرت عملية الطعن عن مقتل فتى نمساوي يبلغ من العمر 14 عامًا، فيما أصيب ستة أشخاص آخرون بجروح بينهم تركي وخمس نمساويين، ثلاثة منهم في حالة خطيرة ويخضعون للعلاج في العناية المركزة، بينما أصيب اثنان بجروح طفيفة.

وأكدت الشرطة لاحقًا أن أحد المصابين هو رجل يبلغ من العمر 36 عامًا، لكنه أصيب بجروح طفيفة ولم يتم تحديد جنسيته بعد. أما بقية الضحايا، فهم أربعة مواطنين نمساويين، من بينهم الفتى القتيل، ورجل عراقي.

البطل الذي أوقف الجريمة: موزع طعام سوري تدخل لمنع مجزرة أكبر

في لحظة فارقة، صادف أن يكون علاء الدين الحلبي، وهو موزع طعام سوري يبلغ من العمر 42 عامًا، في المنطقة أثناء وقوع الهجوم، وكان الحلبي في طريقه لإتمام عملية توصيل عندما لاحظ وجود جرحى ممددين على الأرض وشخص يحمل سكينًا مغطاة بالدماء.

وفي حديثه مع صحيفة “INFOGRAT”، قال الحلبي: “لم أفكر في الأمر، رأيت الضحايا وقررت التصرف على الفور. كان هناك أطفال في الشارع ولم أستطع السماح له بمواصلة هجومه.”

وبدون تردد، قام الحلبي بقيادة سيارته مباشرة باتجاه الجاني ودهسه جزئيًا، مما أدى إلى تعطيله وإبطائه حتى وصلت الشرطة وألقت القبض عليه بعد لحظات قليلة.

لكن تدخله البطولي لم يخلُ من لحظات ارتباك، حيث تعرضت سيارته للضرب من قبل بعض المارة الذين اعتقدوا في البداية أنه هو المعتدي، كما قال في تصريح لصحيفة “INFOGRAT”: “في الفوضى، بدأ بعض الأشخاص بضرب سيارتي لأنهم اعتقدوا أنني كنت الجاني. أنا قلق من أن ينظر الناس الآن إلى جميع السوريين وكأنهم مثل هذا القاتل. نحن لسنا كذلك، هو مجرد شخص واحد من بين آلاف السوريين الذين يعيشون في النمسا بسلام.”

الشرطة تحقق: هل كان الجاني يعمل بمفرده؟

بعد القبض على الجاني، بدأت تحقيقات واسعة لمعرفة ما إذا كان تصرّف بمفرده أم كان له شركاء. وأجرت الشرطة عمليات تفتيش في منزله، كما نفذت عملية مداهمة في مركز لجوء بالقرب من فيلاخ بحثًا عن أي أدلة قد تساعد في كشف ملابسات الهجوم.

وبسبب قرب موقع الجريمة من محطة القطار الرئيسية في فيلاخ، تم تعليق حركة القطارات لفترة مؤقتة خلال عملية القبض على الجاني.

غضب سياسي ومطالب بتشديد قوانين اللجوء

أثار الحادث صدمة في الأوساط السياسية النمساوية، حيث أعرب مسؤولون من مختلف الأحزاب عن غضبهم وحزنهم العميق، ودعوا إلى إجراءات أكثر صرامة في سياسات الهجرة واللجوء.

  • حاكم ولاية كيرنتن، بيتر كايزر (SPÖ)، قال إنه يشعر بـ”صدمة عميقة”، مؤكدًا أن الجريمة “فظاعة لا تُصدق ويجب أن يكون لها عواقب صارمة”. كما عبّر عن تعاطفه مع عائلة الضحية، لكنه حذر في الوقت نفسه من إطلاق “أحكام عامة ضد جميع اللاجئين أو المهاجرين”.
  • رئيس حزب الشعب النمساوي (ÖVP) في كيرنتن، مارتن غروبر، قال: “مثل هذه الجرائم الوحشية يجب ألا يكون لها مكان في بلادنا. من يأتي إلى النمسا بحثًا عن الحماية يجب أن يحترم قوانيننا، ومن يخالفها يجب أن يُعاقب بأقصى درجات القانون.”
  • الرئيس التنفيذي لحزب الشعب النمساوي (ÖVP)، كريستيان ستوكر، أدان “الجريمة المروعة”، مشددًا على أن “الجاني يجب أن يُحاسب ويُعاقب بكامل صرامة دولة القانون”. كما وجّه ستوكر شكره للسوري الذي تدخل ومنع وقوع ما هو أسوأ، وأضاف في منشور له على منصة X (تويتر سابقًا): “نحن جميعًا نريد العيش في النمسا بأمان. وهذا يعني أنه يجب علينا، على المستوى السياسي، استخدام كل الوسائل الممكنة لضمان منع وقوع مثل هذه الجرائم المروعة في المستقبل.”
  • حزب الحرية النمساوي (FPÖ) وجه انتقادات لاذعة للحكومة، حيث قال إروين أنغيرر، رئيس الحزب في كيرنتن: “هذا الحادث هو دليل على الفشل الذريع لسياسات اللجوء. يجب إغلاق مركز اللجوء في فيلاخ فورًا، وإذا لم يستطع وزير الداخلية فعل ذلك، فعليه الاستقالة فورًا.”
  • حزب الخضر (Die Grünen) طالب بتشديد قوانين حمل السكاكين لمنع حوادث مشابهة مستقبلاً.
  • حزب NEOS دعا إلى تحقيق شامل في الحادث مع التأكيد على ضرورة ضمان الأمن لجميع السكان.

مدينة فيلاخ في حالة حداد وصلاة جماعية للضحايا

أعرب مجلس بلدية فيلاخ عن حزنه العميق في بيان رسمي جاء فيه: “مدينتنا تعرضت اليوم لأبشع ما يمكن تصوره، هذه الجريمة ضربت فيلاخ في قلبها. نحن مصدومون وحزينون، ونقدم تعازينا القلبية لعائلة الضحية.”وقد دعت سلطات المدينة إلى وقفة حداد جماعية مساء الأحد في الساحة الرئيسية، حيث سيتجمع المواطنون لتكريم روح الفتى القتيل والتعبير عن تضامنهم مع الضحايا وعائلاتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى