رئيس مكتب العمل AMS: بعد عشر سنوات من أزمة اللجوء.. 60 ألف لاجئ يعملون في النمسا وآلاف حصلوا على الجنسية
انتقد رئيس مجلس إدارة مكتب العمل AMS Johannes Kopf التوزيع غير المتكافئ للاجئين في النمسا، مؤكداً في الوقت ذاته على الأهمية البالغة لدورات اللغة الألمانية الموجهة للنساء. وجاء ذلك في حوار تناول التحديات المرتبطة بدمج اللاجئين في سوق العمل بعد مرور عشر سنوات على موجة اللجوء الكبرى عام 2015، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
بدأ الحوار بسؤال من مقدم البرنامج Stefan Lenglinger على قناة ORF، حول نسب تشغيل السوريين (35%) والأفغان (46%) في سوق العمل النمساوي، معتبراً أن هذه النسب منخفضة، Kopf أقرّ بذلك، لكنه أوضح أن اللاجئين الذين وصلوا بعد عام 2022 يواجهون صعوبات أكبر في الاندماج مقارنة بمن قدموا عام 2015، حيث إن كثيرين منهم قضوا سنوات طويلة في مخيمات اللجوء، و38% منهم لا يملكون سوى تعليم ابتدائي، ما يجعل اندماجهم أكثر تعقيداً.
وأشار Kopf إلى أن نحو 20% من اللاجئين لم يتمكنوا حتى الآن من دخول سوق العمل إطلاقاً، إلا أنه شدد في المقابل على النجاحات المحققة، حيث يعمل اليوم 60 ألف شخص من سوريا وأفغانستان والعراق وإيران، منهم آلاف حصلوا بالفعل على الجنسية النمساوية، ومع ذلك، أكد أن هناك أيضاً من “ما زالوا واقفين على الرصيف” في مسار الاندماج، وهو ما وصفه بالسيئ.
وحمّل Kopf ثلاثة أخطاء رئيسية مسؤولية التعثر في عملية الاندماج: طول فترات البت في طلبات اللجوء، تقليص ميزانيات الاندماج في عهد حكومة Kurz وFPÖ عام 2018، وأخيراً الفشل في توزيع اللاجئين بشكل متوازن داخل البلاد، وقال إن 75% من اللاجئين يتركزون في فيينا، وهو ما يعرقل تعلم اللغة والاندماج بسبب بقائهم ضمن مجتمعاتهم المغلقة.
وعن توزيع اللاجئين، كشف Kopf أن نحو 32 ألف لاجئ مسجلون كعاطلين عن العمل في فيينا، مقابل بضع مئات فقط في ولايات مثل Kärnten وSalzburg، وألف في Tirol، واصفاً ذلك بعدم التوزيع الأمثل، وأكد أن دمج اللاجئين يحتاج إلى جهد متبادل يقوم على “الدعم والمطالبة”، مضيفاً أن الحل قد يكمن في تشجيع انتقالهم إلى الولايات الأخرى للمشاركة في سوق العمل هناك.
وفيما يتعلق بالجدل حول ربط المساعدات الاجتماعية بالتعلم والعمل، أوضح Kopf أن تخفيض الإعانات يزيد الضغط على اللاجئين، لكنه حذر من أن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة فقر الأطفال، مشيراً إلى أن “الأطفال لا ذنب لهم إن لم يكن الأب ملتزماً”.
أما عن مشاركة النساء اللاجئات، فأوضح Kopf أن نسبة تشغيلهن لا تتجاوز 40% من اللواتي وصلن عام 2015، مرجعاً ذلك إلى الأدوار التقليدية داخل بعض المجتمعات. وأكد أن كسر هذا النمط ضروري، لأن “جزءاً كبيراً من اندماج الأطفال يمر عبر الأمهات”، داعياً إلى توفير دورات لغة ألمانية حتى لغير المنخرطات في سوق العمل.وفي ختام الحوار، شدد Kopf على أن عدم دمج اللاجئين، خصوصاً الشباب منهم، سيكون مكلفاً أكثر من الاستثمار في تأهيلهم ودمجهم، وأشار إلى نجاحات في مجالات مهنية متقدمة، مثل مئات الأطباء الذين اجتازوا معادلة شهاداتهم ويعملون حالياً في المستشفيات ومجال الرعاية الصحية، مؤكداً أن “عدم الاندماج ليس خياراً”.



