ربع طالبي اللجوء في النمسا ينقطعون عن دورات اللغة الألمانية والحكومة تمهد لعقوبات
سجل ارتفاعًا في نسب الانقطاع عن دورات اللغة الألمانية الممولة من الدولة بين فئات المهاجرين في النمسا، حيث أظهرت بيانات رسمية أن واحدًا من كل ثمانية مشاركين توقف عن متابعة الدورة، بينما بلغت نسبة الانقطاع لدى طالبي اللجوء الربع، وفقًا لتقرير صدر يوم 11 يوليو 2025، بحسب صحيفة krone النمساوية.
أظهرت أرقام حديثة أن رغبة التعلم لدى العديد من المهاجرين في النمسا محدودة، حيث تبيّن أن نسبة معتبرة من المسجلين في دورات اللغة الألمانية التي يمولها دافعو الضرائب، لا يكملون هذه الدورات. ووفقًا للإحصاءات الرسمية، فقد بلغ عدد المنقطعين عن هذه الدورات 12.539 من أصل حوالي 61.000 مشارك في ما يُعرف بـ”الحزمة الابتدائية” (Startpaket).
وتوزعت فئات المشاركين على النحو التالي: حوالي 2.000 من طالبي اللجوء (Asylwerber)، و27.000 من الحاصلين على حق اللجوء (Asylberechtigte)، و14.000 من الحاصلين على الحماية الثانوية (subsidiär Schutzberechtigte)، و18.000 من النازحين، أغلبهم من أوكرانيا.
سجّلت أعلى نسبة انقطاع بين طالبي اللجوء، حيث توقف نحو ربع المشاركين منهم عن متابعة الدورة (23,8%)، أي أن واحدًا من كل أربعة انسحب قبل إتمام البرنامج. فيما بلغت نسبة الانقطاع بين الحاصلين على الحماية الثانوية 17,2% (أي واحد من كل ستة)، وبين الحاصلين على اللجوء الكامل 12,7% (واحد من كل ثمانية)، أما بين الأوكرانيين فكانت النسبة الأدنى وبلغت 8% (واحد من كل اثني عشر).
ارتفاع نسب الانقطاع في دورات محو الأمية
اختلفت نسب الانقطاع باختلاف مستويات الدورة. ففي دورات محو الأمية الأساسية (Grundalphabetisierung)، انسحب أكثر من واحد من كل خمسة مشاركين (20,2%). أما في دورات محو الأمية المتقدمة، فبلغت نسبة الانقطاع 16,3%، في حين بلغت النسبة في دورات المستوى A1 (الذي يشمل مهارات بسيطة ككتابة بطاقة بريدية) حوالي 13,8%.
تكرار الانقطاع في دورات القيم
وسجّلت دورات القيم والتوجيه (Werte- und Orientierungskurse)، التي تُعدّ إلزامية، معدلات انقطاع مرتفعة كذلك. ففي عام 2024، انسحب أكثر من 2.800 من أصل 11.574 مشاركًا من هذه الدورات، فيما بلغ عدد المنسحبين عام 2023 حوالي 2.088 من أصل 10.925 مشاركًا، أي أن واحدًا من كل خمسة لم يُكمل الدورة.
تشديدات مرتقبة من وزارة الاندماج
وعلّقت وزيرة الاندماج Claudia Plakolm على هذه الأرقام، معتبرة إياها تأكيدًا لضرورة فرض قواعد صارمة في برنامج الاندماج. وقالت:
“الاندماج ليس عرضًا اختياريًا، بل التزام. من يريد العيش في بلدنا يجب أن يتعلم اللغة الألمانية، ويعمل، ويلتزم بقيمنا وقوانيننا. الانقطاع عن دورة اللغة الألمانية ليس مسألة بسيطة، بل يكلّفنا أموالًا ويضيّع فرصة للاندماج. لهذا السبب، سيكون هناك قريبًا عقوبات في إطار برنامج الاندماج الإلزامي.”
