رفض الاتحاد الأوروبي وملف اللجوء في النمسا.. خلافات جوهرية تعرقل تحالف FPÖ-ÖVP

توقفت مفاوضات تشكيل الحكومة بين حزب الحرية FPÖ وحزب الشعب ÖVP خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد الخلافات الحادة حول توزيع الوزارات، غير أن الوثائق التي حصلت عليها “Zeit im Bild” تشير إلى أن العقبات لا تقتصر فقط على المناصب، بل تمتد إلى تباينات جوهرية في السياسات بين الحزبين.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ووفقًا للتقارير، يرفض FPÖ اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن الجائحة، كما يطالب بالانسحاب من شراكة الناتو من أجل السلام، بالإضافة إلى ذلك، يسعى الحزب إلى إزالة علم الاتحاد الأوروبي من المباني الحكومية، وهو ما يتعارض مع موقف ÖVP، كما تبرز خلافات كبيرة في ملف اللجوء، حيث يدعو FPÖ إلى عمليات صدّ المهاجرين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ويشكك علنًا في حق اللجوء.

وفيما يتعلق بسياسات البيئة والأمن، يسعى FPÖ إلى إلغاء قانون أمن الأزمات الذي أقره ÖVP مؤخرًا، بالإضافة إلى إلغاء تسعير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما يطالب الحزب بتمديد فترة الخدمة العسكرية إلى عشرة أشهر، وتعويضات مالية عن الإجراءات المتخذة خلال جائحة كورونا.

ورغم أن هذه الوثائق تعود إلى عدة أيام، مما قد يشير إلى حل بعض القضايا، إلا أن العديد من الخلافات لا تزال قائمة وتتطلب حسمًا على مستوى قيادة الحزبين، حيث من المتوقع استئناف الاجتماعات الأسبوع المقبل.

ÖVP يؤكد على التوجه الأوروبي

وفي سياق متصل، شدد Wolfgang Hattmannsdorfer، الأمين العام لغرفة الاقتصاد النمساوية والمفاوض عن ÖVP، في مقابلة إذاعية على ضرورة أن تتبنى الحكومة المقبلة نهجًا مؤيدًا لأوروبا وأن يكون لها موقف موحد في بروكسل. وحذر من أن عدم الالتزام بالتوجه الأوروبي قد يهدد الازدهار الاقتصادي في البلاد، مؤكدًا أهمية العلاقات التجارية عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل تصاعد النزعة الحمائية عالميًا.

كما أكد Hattmannsdorfer أن النمسا كانت دائمًا طرفًا داعمًا للحوار والسلام، وأنها تقف “بشكل واضح ودون لبس إلى جانب أوكرانيا”.

استئناف المفاوضات بعد تعثرها

بعد توقف المفاوضات بسبب الخلاف حول توزيع الوزارات، استؤنفت المحادثات لفترة وجيزة يوم الجمعة بحضور قادة الحزبين. وكان الرئيس النمساوي Alexander Van der Bellen قد أبدى موقفًا مترقبًا بشأن التطورات، مشيرًا إلى أنه يتابع المستجدات وسيتخذ قراراته بناءً على مجريات الأمور.

وقد بلغت الخلافات ذروتها يوم الثلاثاء عندما قدم FPÖ مقترحًا لتوزيع الوزارات رفضه ÖVP باعتباره “غير مقبول” ولا يعكس نتائج الانتخابات، حيث حصل FPÖ على 28.8% من الأصوات مقابل 26.3% لـÖVP. وطالب FPÖ بوزارتي الداخلية والمالية، وهو ما دفع ÖVP إلى عقد اجتماع طارئ لقيادته للرد على المقترح.

وفي ظل هذا التوتر، واصل زعيم FPÖ Herbert Kickl الضغط عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتأكيد على مطالب حزبه، بينما رد ÖVP بمقترح بديل، وهو ما نفاه FPÖ، ومع ذلك، وبعد اجتماعات منفصلة مع الرئيس Van der Bellen، اتفق Kickl وChristian Stocker، كبير مفاوضي ÖVP، على استئناف المحادثات مجددًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى