“سأدمر النمسا”: سوري يُدان لتحريضه على العنف وتأييده الإرهاب على وسائل التواصل

أصدرت محكمة فيينا الجنائية، اليوم الجمعة، حكمًا بالسجن لمدة عام مع النفاذ على رجل سوري يبلغ من العمر 39 عامًا، بعد إدانته بتهمة تمجيد أفعال إرهابية، وذلك إثر نشره صورة لمنفذ هجوم إرهابي في مدينة Solingen الألمانية على تطبيق TikTok، مرفقًا بتعليق امتدح فيه الجاني، وقضت المحكمة أيضًا بإيداع المتهم في مركز علاجي جنائي، غير أن المدان استأنف الحكم، مصرحًا بأنه يريد “عقوبة أشد”.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، شهدت جلسة المحاكمة أجواء مشحونة وتصرفات وُصفت بـ”العنيفة”، حيث بيّنت النيابة العامة في مستهل الجلسة أن المتهم قام بعد الهجوم الإرهابي في Solingen بألمانيا في أغسطس 2024 – والذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على يد أحد المنتمين إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (Islamischer Staat – IS) – بنشر صورة الجاني على منصة TikTok، وأرفقها بتعليق جاء فيه:

“فقط من نعمة الله خرجنا من الذبح (…) كي لا ترتكبوا مزيدًا من الذنوب”.

وقد كان المقطع المصور مرفقًا أيضًا بـ (نشيد إسلامي إيقاعي)، يتضمن عبارات تحريضية، منها:

“أيها المسلمون، استعدوا، فقد انقلب الكفار، وفي كل بقعة من العالم الإسلامي، في كل بلد إسلامي، تسلل الكفار أو قد تسللوا بالفعل، لقد دخلوا بأفكارهم.”

المتهم: “أنا فخور” و”أنا الإرهاب”

عندما وُاجه المتهم بهذه المنشورات، أكد أنه هو من كتبها قائلًا:

“أنا فخور بذلك.”
واصفًا منفذ الهجوم بأنه “جيد” وموجهًا كلامه إلى رئيس المحكمة بقوله: “أنتم بلد مجرم، سيدي”

وأضاف المتهم بأنه ينتمي إلى “الجيش السوري الحر” (Freie Syrische Armee – FSA)، ووصف النمسا بأنها “بلد نازي” (Naziland) زاعمًا أنها دعمت نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وسرقت “مليارات من الأطفال السوريين”، كما أضاف:

“سأدمر النمسا”، مشيرًا إلى أن “هو ورجاله” جاءوا إلى أوروبا لهذا الغرض، وأضاف: “لن نتوقف حتى تدمر أوروبا.”

تهديدات بالقتل طالت سبع نساء

وتضمنت لائحة الاتهام أيضًا تهديدات صريحة بالقتل وجهها المتهم إلى سبع نساء يعملن في الدعارة، عبر تطبيق WhatsApp، وعند سؤاله من قبل المحكمة عمّا إذا كان يهدف إلى تخويف النساء، ردّ بالقول: “أريد قتلهن”.

ماضٍ عدواني وسجل جنائي

وكان الرجل قد أُودع في مصحة للأمراض النفسية الخاصة بالجنائيين عام 2017 بعد أن أضرم النار وأحرق مخبزًا، حينها، صنّفه خبير نفسي بأنه غير مسؤول قانونيًا بسبب إصابة عقلية، لكنه أُطلق سراحه عام 2023 بعد أن توصلت التقييمات إلى أنه لم يعد يشكل خطرًا.

خبير نفسي جديد يحذر: “خطر للغاية”

في الجلسة الحالية، قدمت خبيرة نفسية جديدة تقريرًا مخالفًا، وصفت فيه المتهم بأنه “خطر للغاية” (brandgefährlich)، واعتبرته مسؤولًا عن أفعاله، مشيرة إلى أنه يعاني من اضطراب نفسي بارانويدي-حسّاس، ويتميز بـ”شخصية صعبة وضعيفة البنية النفسية”.

وفسرت سلوك المتهم خلال الجلسة، حيث كرر مرارًا عبارة:

“أنا الإرهاب”،
بأنه يحتاج إلى هذه “المنصة المسرحية”، على حد تعبيرها، وأكدت أنها فحصته مرتين بدقة وتوصلت إلى أنه مدرك لأفعاله.

التوصية: احتجاز مفتوح مع علاج إلزامي

ورغم هذا التقييم، أوصت الخبيرة بأنه، في حال الإدانة بموجب المادة 21، الفقرة 2 من القانون الجنائي (StGB)، يجب إيداع المتهم في الاحتجاز العلاجي المفتوح ولفترة غير محددة، موضحة أنه بدون علاج نفسي موازٍ للاحتجاز، يمكن أن يرتكب جرائم عنف خطيرة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى