شرطة فيينا تستعد لمظاهرات محتملة خلال مفاوضات تشكيل الحكومة بين حزبي الشعب الحرية
فيينا – INFOGRAT:
أعدت شرطة فيينا نفسها بشكل جيد لاحتمالية حدوث احتجاجات في ارتباط بمفاوضات تشكيل الحكومة بين حزب الحرية النمساوي وحزب الشعب النمساوي. وأظهرت الأيام الأولى من عام 2025 بالفعل أنه على الرغم من انخفاض عدد التجمعات مقارنةً بعام 2024، فإن بعض المظاهرات قد تشكل تحديات حقيقية للشرطة في العاصمة.
وقال رئيس شرطة ولاية فيينا، غيرهارد بيرستل، في مقابلة مع وكالة الأنباء النمساوية (APA): “سيعتمد الكثير على كيفية تطور المفاوضات الحكومية” وأوضح بيرستل أن الاحتجاجات المرتبطة بمفاوضات تشكيل الحكومة قد تتزايد، ولكن الشرطة مستعدة للتعامل معها.
وأشار بيرستل إلى أن عدد التجمعات في العام الانتخابي عادة ما يكون مرتفعًا لأن أي طاولة إعلامية يُعتبر تجمعًا رسميًا. وأوضح أنه إذا تواجد ممثلون من أحزاب مختلفة في نفس المكان، فإنه يُحسب على أنه عدة تجمعات رغم أنها ليست ذات أهمية كبيرة بالنسبة للشرطة. وأكد أن الشرطة تركز على التجمعات الكبيرة التي تشهد حضورًا كبيرًا، حيث تتطلب تدابير أمنية مشددة.
وفيما يخص المظاهرات المرتبطة بالمفاوضات الحكومية، أشار بيرستل إلى أنه لا يخشى زيادة الاحتجاجات، مؤكداً أن استراتيجيته هي “الهدوء والخبرة والرؤية المستقبلية” وقال إن الشرطة تراقب المواقف عن كثب باستخدام تقنيات المخابرات المفتوحة (OSINT)، مما يتيح لها تقييم الوضع قبل أي تجمع وتحديد ما إذا كان سيكون سلمياً أو سيكون هناك مخاطر.
كما تناول بيرستل التحديات القانونية التي واجهت الشرطة في العام الماضي، وخاصة فيما يتعلق بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. كانت هناك خلافات في الأحكام القضائية بشأن بعض الشعارات التي قد تُعتبر مؤيدة للإرهاب، وهو ما شكل صعوبة في اتخاذ قرارات قانونية بشأن تلك المظاهرات.
كما تحدث بيرستل عن الاحتجاجات ضد تشكيل حكومة دون مشاركة حزب الحرية النمساوي في 30 نوفمبر، والتي كانت مهددة بإعاقة حركة المرور في فيينا، حيث تم منع المظاهرة في ذلك اليوم. أشار إلى أنه تم اتخاذ قرار بمنع المظاهرة في الشوارع التجارية بسبب تأثيرها السلبي على حركة المرور. وأوضح أن الشرطة كانت حريصة على اتخاذ قرار منسجم مع القوانين، حيث تمت محاولة التفاوض مع المنظمين لتغيير المسار، ولكنهم رفضوا، مما أدى إلى اتخاذ قرار بحظر التظاهرة بالكامل.
وفيما يتعلق بالاحتجاجات ضد أكاديمية فيينا، قال بيرستل إن الشرطة تمكنت من التعامل مع هذه المظاهرات بشكل أكثر فعالية، حيث انخفضت مستويات العنف بفضل الحزم في التعامل مع أي سلوك عنيف. وأكد أن الشرطة لن تتهاون في التصدي لأي مظاهرة تهدد النظام العام أو تمارس العنف.
أما عن عام 2025، فتوقع بيرستل زيادة الاحتجاجات إذا قررت الحكومة المقبلة المضي قدمًا في بناء نفق لوباو في فيينا، أو إذا تم اتخاذ قرارات تقشفية تتعلق بتقليص الرواتب أو المعاشات التقاعدية. كما أشار إلى أن الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة السابقة لم تشهد عنفاً كبيراً، رغم أنها كانت تجذب العديد من المشاركين.
وأكد بيرستل على أن التحدي الأكبر الذي يواجه شرطة فيينا هو نقص الكوادر البشرية بسبب قلة المتقدمين في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى التقاعد المرتقب للعديد من العاملين في الشرطة. وشدد على أهمية زيادة أعداد المتقدمين في السنوات القادمة لضمان استمرارية الكفاءة في العمل الأمني.
ختامًا، أشار بيرستل إلى ضرورة تحديث قوانين المراقبة لتشمل تطبيقات المراسلة الحديثة، مثل “واتساب” و”سيجنال”، مؤكدًا أن المراقبة التقنية على هذه التطبيقات يجب أن تكون قانونية إذا تم إصدار أمر قضائي بذلك.



