شركة السكك الحديدية النمساوية ÖBB تكشف سر تقنية موسيقى قطارات “Railjet” من داخل المحركات
فيينا – INFOGRAT:
تصدر القطارات النمساوية Railjet لحظة انطلاقها نغمة موسيقية على شكل سلم موسيقي، في ظاهرة أثارت دهشة الركاب واهتمام المهندسين، وتبيّن أن مصدرها مكونات إلكترونية دقيقة مسؤولة عن تحويل التيار الكهربائي، نظمها مبرمج ألماني مبدع بقيت هويته طيّ الكتمان حتى اليوم.
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، أصدرت ثلاثة من كل أربعة قاطرات تابعة لشركة السكك الحديدية النمساوية ÖBB سلمًا موسيقيًا لحظة الانطلاق، صوتٌ يتكرّر بشكل واضح على الأرصفة، ويُشبه معزوفة قصيرة بلحن هادئ.
هذه الظاهرة ناتجة عن طريقة عمل العاكسات الكهربائية (Wechselrichter) داخل قاطرات Taurus، التي يبلغ عددها 384 قاطرة لدى ÖBB، وتولّد كل منها قوة 10,000 حصان، تكفي لتشغيل منزل منفصل لمدة عام كامل، وفقًا لما أوضحه Harald Tisch، مدير أسطول المركبات لدى ÖBB.
نغمة حزن على القضبان: Railjet يعزف بمقام دوري
الأنغام التي تُسمع عند انطلاق القطار تعتمد على سلم موسيقي شبيه بالـ”مقام الدوري (dorische Tonleiter)”، ويتألف من 14 نغمة تُسمع خلال فترة تتراوح بين 12 إلى 14 ثانية، بحسب سرعة التسارع.
تُطلق هذه النغمات من قاطرات تحمل الرمزين 1016 و1116، وذلك أثناء عملية تحويل التيار المستمر إلى تيار متناوب ثلاثي الأطوار في المحرّكات، والتي تصدر عنها ذبذبات كهربائية تشبه النغمات. وتؤدي زيادة التردد تدريجيًا إلى تسارع القطار، بينما يتحوّل حجيرة المحرك بأكملها إلى صندوق رنين صوتي يعزّز تلك النغمات.
برمجة موسيقية بيد “Big M”
تعود فكرة ترتيب الترددات بشكل موسيقي إلى مبرمج ألماني عمل لصالح شركة Siemens Mobility، والذي عُرف داخل الأوساط التقنية فقط بلقبه: “Big M”. وتقول الرواية، بحسب Harald Tisch، إن “طفلًا صغيرًا كان يختبئ داخل هذا المبرمج”، مشيرًا إلى حسه الإبداعي الذي دفعه لاختيار تسلسل نغمي يُسمع على الرصيف بطريقة مريحة ومألوفة.
مع ذلك، لم تتمكن Siemens ولا ÖBB من تحديد هوية هذا الشخص، ويُعتقد أنه توفي دون أن يُكشف عنه علنًا.
أصوات أخرى محتملة… والنشيد الوطني ضمن الخيارات
ورغم الشهرة التي حظيت بها “نغمة الانطلاق”، فإنها ليست الخيار الوحيد. إذ يؤكد Tisch أن القاطرات يمكنها نظريًا عزف أي لحن آخر، طالما أن ترددات العاكسات تُختار داخل نطاق معيّن. ويُقال إن القاطرات أدّت مقاطع من النشيد الوطني النمساوي، وحتى – حسب حكاية متداولة – أغنية “Wer soll das bezahlen?” أثناء نزاع برمجي بين Siemens وÖBB، إلا أنه لا يوجد توثيق مصوَّر لهذه الواقعة.
لكن التحكم بهذه الألحان ليس بيد ÖBB، بل يتطلّب أداة برمجية خاصة لا تملكها سوى Siemens.
القاطرات “المغنّية”… كيف نميزها؟
لا تصدر جميع قاطرات Taurus هذه الأنغام. فقط تلك التي تنتمي إلى الطرازين 1016 و1116، والتي دخلت الخدمة بين عامي 2000 و2004، هي التي “تُغنّي” عند الانطلاق. أما الطراز الأحدث Taurus 1216، الذي بدأ تشغيله بعد عام 2004 وحتى 2008، فيستخدم عاكسات مختلفة أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة ولكنها “عديمة النغمة”، وفق تعبير Tisch.
ويمكن تمييزها بصريًا بسهولة:
- قاطرات مغنّية (1016/1116): باب واحد على كل جانب
- قاطرات صامتة (1216): بابان على كل جانب



