شركة Lenzing تخطط لإلغاء ما يصل إلى 600 وظيفة إدارية في مقرها بالنمسا العليا
أعلنت شركة Lenzing، المُدرجة في البورصة والمتخصصة في تصنيع الألياف، يوم الاثنين عقب اجتماع مجلس الإشراف، عن خطتها لإلغاء ما مجموعه 600 وظيفة إدارية في مقرها الرئيسي بولاية النمسا العليا (Oberösterreich). ومن المقرر إلغاء 250 وظيفة منها خلال العام الحالي، بينما سيتم التخلص من الوظائف المتبقية على مدار العامين المقبلين. وقد أثار هذا الإعلان ردود فعل غاضبة من النقابات والسياسيين المحليين، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
دوافع خفض الوظائف والتوفيرات المتوقعة
أوضحت الشركة أنها تسعى بشكل أساسي إلى “جعل الوظائف الإدارية أكثر رشاقة وكفاءة”. وتتوقع الشركة تحقيق وفورات سنوية لا تقل عن 25 مليون يورو اعتبارًا من عام 2026، ترتفع إلى 45 مليون يورو بحلول نهاية عام 2027.
احتجاج العمال والجهود النقابية
في نفس يوم انعقاد اجتماع مجلس الإشراف، شارك حوالي 1,000 موظف، وفقًا لنقابة العمال (Gewerkschaft)، في اجتماع للعمال داخل مقر المصنع وأصدروا قرارًا للمطالبة بالحفاظ على الوظائف. وفي هذا السياق، قال Gottfried Lichtenberger، نائب المدير الإداري لنقابة GPA في النمسا العليا: “إن الموظفين لديهم الدافع لإظهار مدى أهمية الحفاظ على الوظائف”.
خطط التدويل ونقل الوظائف
أفادت الشركة أن الموجة الثانية من خفض الوظائف تمثل “مجرد عملية نقل”، مؤكدة سعيها لـ “تعزيز وجودها الدولي في آسيا وأمريكا الشمالية“. وأوضحت أن هذه العملية التدويلية ستصاحبها عملية إلغاء لـ 300 وظيفة في موقع Lenzing بحلول عام 2027. بالإضافة إلى ذلك، تم الشروع في مراجعة استراتيجية لموقع الإنتاج في إندونيسيا، وتشمل الخيارات المحتملة بيع موقع الإنتاج هذا.
الآثار المالية والاستثمارات المستقبلية
تتوقع الشركة تكبد خسائر في القيمة للأصول طويلة الأجل تصل إلى 100 مليون يورو في عام 2025. وبينما سيؤدي ذلك إلى الضغط على الأرباح التشغيلية (EBIT) وصافي الربح السنوي، فمن المتوقع أن تتجاوز الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA) قيمة العام السابق. وتستهدف الشركة تحقيق أرباح EBITDA تبلغ حوالي 550 مليون يورو في عام 2027، بشرط استقرار بيئة السوق والوضع الجيوسياسي. ومن المقرر أيضًا تنفيذ حزمة استثمارية تزيد قيمتها عن 100 مليون يورو في موقعي Lenzing وHeiligenkreuz بحلول نهاية عام 2027.
معارضة سياسية ونقابية قوية
اختتم اجتماع العمال بقرار موجه إلى الإدارة لوقف خفض الوظائف المتداول، وفقًا لتصريح رئيس غرفة العمال ورئيس اتحاد نقابات العمال في الولاية (ÖGB)، Andreas Stangl. وقد أعرب Stangl عن دهشته، مشيراً إلى أن وضع الموقع كان يعتبر آمنًا قبل ستة أشهر فقط، واصفاً عملية نقل الوظائف المخطط لها إلى الخارج بأنها تتناقض مع الوعود السابقة. وشدد Stangl: “نحن نكافح من أجل كل وظيفة”.
كما انتقد نواب رئيس مجلس عمال الموظفين، Michael Bichler، القرار، مؤكداً وقوف الموظفين صفاً واحداً خلف مجلس العمال، وتصويتهم بالإجماع لصالح الموقع وتطويره والحفاظ على جميع الوظائف. وأكد Bichler أن إلغاء الوظائف هو “قصر نظر”، وأن نقلها إلى الخارج يوفر التكاليف على المدى القصير ولكنه يضر بالشركة على المدى الطويل، مشدداً على الحاجة إلى “استثمارات في الموقع وليس برنامجًا جديدًا لخفض التكاليف كل ستة أشهر”.
تحذيرات من عواقب وخيمة على المنطقة
جاء الانتقاد أيضاً من السياسة المحلية، حيث حذر رئيس بلدية Lenzing، Rudolf Vogtenhuber (عن حزب SPÖ)، وهو موظف سابق في الشركة، من عواقب “جسيمة” على المنطقة، مشيراً إلى أن كل سادس وظيفة ستتأثر، مما سيخلف آثاراً خطيرة على الأسر والاقتصاد المحلي. ووصف Vogtenhuber الوضع بأنه “كارثة بالنسبة لنا”.
من جانبه، يرى رئيس بلدية Vöcklabruck، Peter Schobesberger (عن حزب SPÖ)، أن العبء الضريبي هو المشكلة الرئيسية للموقع الصناعي في النمسا وليس الأجور، منتقداً: “لقد أطلقنا النار على أنفسنا بسبب سياسات الطاقة والأجور والضرائب. العبء الضريبي يقع على عاتق من يعملون كل يوم”.
وعلى الصعيد السياسي الأوسع، تعهد عضو مجلس الولاية للشؤون الاقتصادية، Markus Achleitner (عن حزب ÖVP)، بتقديم الدعم للموظفين المتضررين، معرباً عن أمله في أن تساهم الاستثمارات التي تزيد قيمتها عن 100 مليون يورو في تأمين موقعي Lenzing وHeiligenkreuz.



