صحيفة تنتقد الخارجية لعدم متابعتها قضية معتقل نمساوي متهم بالارهاب في السعودية

سلّطت صحيفة Kurier اليومية النمساوية، الضوء على قضية الشاب النمساوي حسن، المحتجز في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من عام، والمتهم بتنفيذ هجوم طعن داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة، وذلك قبل محاكمته المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة.

وبحسب الصحيفة، فإن حسن، المنحدر من ولاية النمسا السفلى، أُوقف في 11 مارس من العام الماضي بعد أن طعن خمسة أشخاص في المسجد الحرام، بينهم عنصر أمن وثلاثة ضباط وامرأة. وأضافت أن السلطات السعودية وجهت إليه تسع تهم، في بلد لا يزال يطبق عقوبة الإعدام.

وكشفت الصحيفة، في تقرير أعدته الصحافية Michaela Reibenwein، أن السلطات النمساوية لم تكن على علم بالقضية إلا بعد أيام من وقوع الحادثة، متهمة إياها بإخفاء معلومات مهمة تتعلق بالشاب، أبرزها كونه من بين المشتبه بهم في التخطيط لهجوم إرهابي على حفل المغنية تايلور سويفت في العاصمة النمساوية فيينا، بالتعاون مع أشخاص آخرين وصفتهم بأنهم “فريق إرهابي”.

وحذرت Kurier من تعتيم إعلامي مفروض من قبل السلطات السعودية حول القضية، لافتة إلى صعوبة التواصل مع الشاب المحتجز، باستثناء زيارة يتيمة قامت بها بعثة نمساوية في خريف العام الماضي. وأشارت إلى شحّ المعلومات حول حالته الصحية، وسط تقارير غير مؤكدة عن محاولة انتحار داخل السجن الذي يُعرف باحتجاز متهمين بقضايا إرهاب ومعارضين سياسيين.

ونقلت الصحيفة عن منظمة العفو الدولية قولها إن السجون السعودية تشهد انتهاكات بحق السجناء، إلى جانب معوقات أمام وصول ممثلين دبلوماسيين غربيين، مشيرة إلى أن موظفًا في الإنتربول لم يتمكن من زيارة حسن.

وفي سياق متصل، اتهمت الصحيفة السلطات السعودية بعدم تمكين عائلته من زيارته بانتظام، كما استعرضت سيرة حياته، مشيرة إلى أن “حسن عاش طفولة مضطربة بعد انفصال والديه، وتنقّل بين النمسا وإسطنبول، وعاد لاحقًا إلى بلاده لرعاية والده المريض قبل وفاته”. وأضافت أنه دخل في حالة اكتئاب دفعته للعودة إلى مكة، حيث اشترى سكينًا من السوق، ونفذ به الهجوم.

وبحسب التقرير، فإن حسن هو الوحيد ضمن مجموعته الذي تمكن من تنفيذ هجوم إرهابي، بعد فشل زميله بيران، المقيم في دبي والمتهم أيضًا في قضية تايلور سويفت فيينا، في تنفيذ مخطط مشابه، إلى جانب فشل آخر في إسطنبول نفذه مشتبه ثالث.

من جانبه، قال المحامي النمساوي Werner Tomanek إن الخارجية النمساوية لم تُظهر اهتمامًا كافيًا بالقضية، وإنها مترددة في الإفصاح عن تفاصيل الملف. وخلص التقرير إلى أن السفارة النمساوية لا تزال تتابع القضية، وتقدم الدعم القنصلي لحسن، وأكدت استمرار التواصل مع عائلته والسلطات السعودية، رغم غياب المعلومات بشأن المسار القضائي المحتمل أو طبيعة العقوبات المتوقعة.

أعده: اسلام سيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى