صراعات سياسية وصناعية في النمسا حول أسباب ارتفاع البطالة ومبادرات التوظيف
ارتفع معدل البطالة في أغسطس بنسبة 4.2% مقارنة بالعام الماضي، حيث سجّل 367,120 شخصاً إما عاطلين عن العمل أو مشاركين في برامج تدريبية لدى خدمة سوق العمل النمساوية (AMS)، مع زيادة ملحوظة في أعداد النساء المتضررات من البطالة. المناطق الصناعية والسياحية والفئات العمرية الأكبر سناً تضررت بشكل خاص، فيما سجلت الوظائف الشاغرة انخفاضاً كبيراً، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
ووفقاً لإحصاءات خدمة سوق العمل (AMS)، بلغ عدد العاطلين عن العمل 301,421 شخصاً، بينما شارك 65,699 في برامج تدريبية. وبالمقارنة مع العام الماضي، ارتفع عدد العاطلين والمتدربين بنسبة 4.2% أي ما يعادل 14,864 شخصاً، وسجلت نسبة البطالة 7.0% بزيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية. وأوضحت رئيسة AMS، بيترا دراكسل، أن الظروف الاقتصادية الراهنة لا تسمح بحدوث انعكاس في اتجاه سوق العمل، وأن السوق لم يتجاوز بعد أدنى مستوياته، في ظل توقع معهد أبحاث الاقتصاد (Wifo) استقرار النمو الاقتصادي بعد سنتين من الركود.
وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية كورينا شومان (SPÖ) أن هناك حاجة إلى مبادرات سياسية متناسقة لدعم الطلب الكلي وضمان نمو التوظيف، مع التركيز على دعم العاطلين عن العمل لفترات طويلة.
وتأثر سوق العمل أيضاً بانخفاض عدد الوظائف الشاغرة، إذ تراجعت إعلانات الشركات عن الوظائف المتاحة فوراً بنسبة 12.9% لتصل إلى 80,838 وظيفة، بينما انخفض عدد الوظائف التعليمية المتاحة بنسبة 13.6% إلى 7,462 وظيفة، ما أدى إلى وجود 3,743 باحثاً عن تدريب أكثر من الأماكن المتاحة. وأشار رئيس AMS-فيينا، وينفريد غوشل، إلى صعوبة الشباب في العثور على فرص التدريب الأولى، مع عرض AMS برامج تدريبية بديلة متنوعة.
وسجلت فئات بعينها ارتفاعات كبيرة في البطالة، بما في ذلك الأشخاص فوق 50 عاماً (+6.0% إلى 96,891)، والشباب تحت 25 عاماً (+3.9%)، والنساء (+5.8% إلى 175,684)، بينما ارتفعت البطالة لدى الرجال والأشخاص من الجنس البديل بنسبة 2.8% لتصل إلى 191,436. كما شهدت الفئات الأكاديمية (+11.7% إلى 40,197) والأشخاص ذوي الإعاقة (+12.4% إلى 16,856) زيادات واضحة، بينما ارتفع عدد العاطلين عن العمل لفترات طويلة بنسبة 10.8% ليصل إلى نحو 93,700.
وسجلت الولايات النمساوية الصناعية والسياحية أكبر زيادة في البطالة، حيث ارتفعت في سالزبورغ (+7.3%)، وتيرول (+6.4%)، والنمسا العليا (+6.3%)، وشتايرمارك (+5.1%). وفي فيينا، ارتفع عدد العاطلين والمتدربين بنسبة 3.5% ليصل إلى 154,591 شخصاً. ووفقاً للمقارنة القطاعية، تأثر قطاعا التجارة (+6.9%) والصناعة (+6.7%) بشكل خاص، بينما سجل قطاع البناء انخفاضاً طفيفاً بنسبة 1.4%، وهو ما اعتبرته AMS مؤشراً أولياً على تحسن محتمل. وارتفع قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية (باستثناء الخدمات الاجتماعية الأخرى) بنسبة 12.3%.
في المقابل، طالبت الاتحاد الصناعي (IV) بتخفيف البيروقراطية في سوق العمل وتحفيز العمل بدوام كامل، محذراً من أن القوانين الجديدة مثل لائحة حماية الحرارة المقررة لعام 2026 قد تكون عائقاً. فيما ركزت غرفة العمال (AK) على قطاع صناعة السيارات ومستلزماته، مطالبة بإعادة توجيه سياسة التنقل في النمسا والاتحاد الأوروبي، وتطوير النقل العام، وتنفيذ استراتيجية توسيع ÖBB “Zielnetz 2040″، واتخاذ إجراءات لسوق العمل للعاملين في قطاع السيارات. وانتقد الاتحاد العام للنقابات (ÖGB) البطالة الجزئية، التي تستخدمها بعض الشركات لتوظيف العمال لدى AMS في أوقات الركود.
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم الحزب الحر الديمقراطي FPÖ، داجمار بيلاكويتش، ارتفاع البطالة بنسبة 4.2% “رقماً يدل على الفشل”، منتقدةً حكومة الائتلاف المكونة من ÖVP وSPÖ وNeos.



