ظاهرة لا تتكرر إلا كل 18 عامًا.. سكان النمسا يشاهدون القمر الأحمر

شهدت سماء العاصمة النمساوية فيينا مساء الأربعاء ظاهرة قمرية نادرة أضفت مشهدًا ساحرًا، حيث بدا القمر أكبر حجمًا ومتوهجًا بلون مائل إلى الحمرة، في ظاهرة تُعرف فلكيًا باسم “الانقلاب القمري الكبير”، والتي لا تتكرر إلا مرة كل 18.5 سنة.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، ظهر القمر ليلة الأربعاء على نحوٍ غير معتاد، إذ بدا أكبر حجمًا وأكثر توهجًا بلون أحمر برتقالي، ما جذب أنظار سكان فيينا والمناطق المحيطة بها، الذين تمكّنوا من مشاهدة هذا الحدث الفلكي النادر في ظروف مثالية من حيث صفاء السماء والرؤية.

ظاهرة الانقلاب القمري الكبير… كل 18.5 سنة

أوضح خبراء الفلك أن هذه الظاهرة النادرة تُسمّى “الانقلاب القمري الكبير” (große Mondwende)، وتحدث فقط مرة كل 18 سنة ونصف، حين تصل مدارات القمر وموقعه بالنسبة للأرض والشمس إلى وضعية فلكية معيّنة تجعل ظهوره استثنائيًا من حيث الحجم واللون. وقد صادفت هذه الظاهرة هذه السنة مع طور البدر الكامل، ما جعل المشهد أكثر إثارة للعين المجردة.

خداع بصري… القمر يبدو أكبر مما هو عليه

رغم أن القمر لم يقترب فعليًا من الأرض، إلا أن الناس لاحظوا أنه يبدو أكبر من المعتاد عند اقترابه من الأفق. ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأنها خداع بصري ناتج عن مقارنة الدماغ البشري للقمر عند رؤيته قرب أجسام ثابتة مثل المباني أو الأشجار، مما يجعله يبدو أكبر حجمًا، رغم أن حجمه الفعلي لم يتغير.

لون القمر الأحمر سببه تلوث الغلاف الجوي

ظهر القمر بلون أحمر برتقالي، وهو ما يُطلق عليه في الثقافة الغربية اسم “قمر الفراولة” (Erdbeermond). وشرح خبير الأرصاد الجوية في هيئة ORF-Wien، Kevin Hebenstreit، أن هذا اللون ناجم عن مرور ضوء القمر عبر طبقات جوية ملوّثة بجزيئات كثيفة، مثل بخار الماء أو جزيئات الرماد الناجمة عن حرائق الغابات في كندا، حيث قال:
“هذه الألوان البرتقالية أو الحمراء سببها أن ضوء القمر، عندما يكون قريبًا من الأفق، عليه أن يخترق طبقات جوية أكثر كثافة وتلوثًا، ما يؤدي إلى انكساره وتلوّنه.”

أفضل توقيت للمشاهدة: لحظة الشروق القمري

بدأ ظهور القمر في الساعة العاشرة تقريبًا مساءً بالتوقيت المحلي من جهة الجنوب الشرقي، ويمكن مشاهدته بوضوح من فيينا باتجاه منطقة Lobau. وكانت اللحظات الأولى من الشروق القمري هي الأكثر جمالًا وتأثيرًا بصريًا. ثم ارتفع القمر تدريجيًا في السماء حتى غاب حوالي الساعة الخامسة فجرًا، متزامنًا تقريبًا مع شروق الشمس.

فرصة تكرار الظاهرة… بعد 18 عامًا

وأشار Hebenstreit إلى أن ظاهرة مشابهة ستحدث في شهر يوليو المقبل، لكنها لن تكون بنفس مستوى الرؤية المثالية الذي شهده مساء الأربعاء. أما الانقلاب القمري الكبير التالي فلن يحدث إلا بعد 18 عامًا ونصف، أي بحلول العام 2044 تقريبًا، ما يجعل هذه الظاهرة نادرة بكل المقاييس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى