فتوى “الجهاد العالمي” تصل فيينا.. صمت إسلامي ورسمي في وجه التحريض
فيينا – INFOGRAT:
أطلقت “هيئة العلماء المسلمين الدولية” (International Union of Muslim Scholars – IUMS)، والتي تُعدّ أعلى سلطة دينية لجماعة الإخوان المسلمين، فتوى تُحرّض فيها على الجهاد، وصلت أصداؤها إلى فيينا، فيما التزمت الهيئات الإسلامية المحلية، وعلى رأسها الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا (IGGÖ)، الصمت تجاه هذه الدعوة المثيرة للجدل.
وبحسب صحيفة express النمساوية، صدرت الفتوى الأخيرة عن “هيئة العلماء المسلمين الدولية” (IUMS)، والتي تُعتبر مرجعية تعليمية رئيسية لعدد من اتحادات المساجد في ألمانيا والنمسا، وجاء فيها دعوة صريحة لجميع المسلمين في العالم إلى الانخراط في “الجهاد المسلح” ضد إسرائيل، ووصفت الفتوى هذا الجهاد بأنه “واجب ديني على كل مسلم”، وفق ما أفاد به موقع exxpress النمساوي. اللافت أن هذه الهيئة، المعروفة بمواقفها المتطرفة والمعادية للسامية، تُعد ذات ارتباطات مباشرة بجماعة الإخوان المسلمين، وتُمارس تأثيرًا عميقًا في شبكات المساجد الأوروبية.
حضور في المؤسسات الإسلامية بالنمسا
تبيّن أن شبكات الهيئة تمتد إلى داخل المساجد والجمعيات والمؤسسات التعليمية الإسلامية في النمسا. وقد أكّدت العالمة السياسية النمساوية Nina Scholz أن بعض هذه المؤسسات، ومنها رابطة الثقافة الناشطة في فيينا ومدينة غراتس، تربطها علاقات وثيقة بـIUMS، مشيرة إلى أن هذه الرابطة استضافت أعضاء من الهيئة في فعاليات مختلفة. كما أن المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث (European Council for Fatwa and Research – ECFR)، والذي يتخذ من دبلن مقرًا له، يعمل بشكل وثيق مع IUMS، وقد تواجد فيه حتى سنوات قريبة مفتي IGGÖ السابق، Mustafa Mullaoglu.
صمت رسمي من IGGÖ والهيئات الإسلامية
رغم خطورة هذه الفتوى وما تحمله من دعوة علنية إلى العنف، لم تُصدر الهيئة الإسلامية الرسمية في النمسا IGGÖ ولا غيرها من اتحادات المسلمين أي بيان يُدين أو يرفض هذه الفتوى. وتُحذّر الباحثة Nina Scholz من هذا الصمت، مؤكدةً أن مؤسسات الدولة مطالبة الآن بالتحرّك، لاسيما وزارتي الداخلية والعدل، معتبرةً أن الفتوى تُشكّل “تهديدًا حقيقيًا طويل الأمد لأمن المؤسسات الإسرائيلية واليهودية في النمسا”.
شبكة دولية متشابكة
تُشير Scholz إلى أن IUMS ليست مجرد هيئة علمية، بل مركز استراتيجي لشبكة إسلاموية عالمية. وتربطها علاقات وثيقة بمعهد IESH في فرنسا، والذي تُعدّه “مدرسة إعداد الكوادر” لجماعة الإخوان المسلمين. كما أن شخصيات مثل Amena Shakir، التي تولت سابقًا رئاسة أكاديمية التربية الإسلامية في النمسا (IRPA)، درست في هذا المعهد. وقد عملت Shakir سابقًا في مدرسة إسلامية بمدينة ميونيخ أغلقتها السلطات الألمانية بسبب “ميول مناهضة للدستور”، وفق التقرير.
تركيا وقطر أبرز الداعمين
تُبيّن Scholz أن IUMS تحظى بدعم مباشر من تركيا وقطر، مشيرة إلى أن الهيئة التركية للشؤون الدينية “ديانت” (Diyanet) تتعاون رسميًا مع IUMS، وأن ممثلين عنها يجلسون ضمن مجلس إدارة اتحاد ATIB، أحد أكبر الاتحادات الإسلامية في النمسا. كما أن ممثلين عن “Milli Görüs”، وهي اتحاد إسلامي آخر، يُشاركون كذلك في المجلس الأوروبي للإفتاء.
دعم علني لحركة “حماس”
يُذكر أن IUMS يقودها رموز بارزة من جماعة الإخوان المسلمين، مثل Yusuf al-Qaradawi، وRached Ghannouchi، وAli al-Sallabi، وSalman al-Awda. وتُقدّم الهيئة دعمًا دينيًا وشرعيًا علنيًا لحركة حماس، والتي تُعدّ الجناح الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين. ففي عام 2009، دعا Yusuf al-Qaradawi على شاشة قناة الجزيرة إلى “قتل اليهود حتى آخر فرد”، حسب ما أُورد في التقرير.
قرار قضائي يثير الجدل
رغم وضوح هذه الروابط، صدر في 12 ديسمبر 2023 قرار مثير للجدل عن محكمة الاستئناف العليا في غراتس (OLG Graz) ينفي فيه أن تكون حركة “حماس” جزءًا من جماعة الإخوان المسلمين. وقد قوبل هذا القرار، حسب Scholz، بـ”دهشة واستغراب” من قبل المتخصصين. وأوضحت المحكمة أن الطعن في القرار غير ممكن قانونيًا، إلا أن ظهور حقائق جديدة قد يؤدّي إلى إعادة التقييم في المستقبل.
موقف جهاز الأمن النمساوي
أكدت وزارة الداخلية النمساوية، في تصريح لموقع exxpress، أن حركة حماس مدرجة على قائمة الإرهاب الأوروبية، وتخضع للمراقبة من قبل جهاز حماية الدستور والاستخبارات (DSN). وصرّح الجهاز بأن لديه معلومات مؤكدة عن علاقات بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات إرهابية كحماس، وأنه يُراقب تمويلات تُقدّمها الجماعة لحماس في النمسا.وشدّدت Nina Scholz على ضرورة إعادة تقييم جماعة الإخوان المسلمين بالكامل، قائلةً إن دعوة العنف الصادرة عن هيئة مرتبطة بها لا يمكن أن تمرّ دون تبعات.



