فيليكس بومغارتنر.. النمساوي الذي تحدّى حدود الغلاف الجوي ولقي مصرعه في الهواء

قُتل الرياضي النمساوي فيليكس بومغارتنر، صاحب الرقم القياسي في القفز من الفضاء، يوم الخميس خلال مغامرة جوية بالمظلة في وسط إيطاليا، حين فقد السيطرة على طائرته الشراعية ذات المحرك وسقط بالقرب من أحد الفنادق في بلدة بورتو سانت إيلبيديو بمنطقة ماركي، مما أدى إلى وفاته على الفور عن عمر يناهز 56 عامًا، وفق ما أكدته السلطات المحلية.

وذكرت التقارير الأولية أن الحادث قد يكون نجم عن عارض صحي مفاجئ أثناء التحليق، في حين لا تزال التحقيقات جارية لتحديد الأسباب الدقيقة للواقعة.

إنجاز أسطوري من حدود الغلاف الجوي

اشتهر بومغارتنر عالميًا بإنجازه التاريخي في 14 أكتوبر 2012، حين قفز من حدود الغلاف الجوي للأرض من ارتفاع 38 كيلومترًا، مرتديًا بذلة ضغط خاصة، ليصبح أول إنسان يتجاوز حاجز الصوت أثناء السقوط الحر، بسرعة بلغت 1343 كلم/ساعة.
وقد انطلقت تلك القفزة الأسطورية من منطاد هيليوم انطلق من Roswell في ولاية New Mexico الأمريكية، وتزامن الحدث مع الذكرى الخامسة والستين لاختراق الطيار الأمريكي Chuck Yeager لحاجز الصوت عام 1947.

ورغم تعرضه خلال السقوط لدورة مسطحة خطيرة استمرت 13 ثانية، تمكن بومغارتنر من استعادة توازنه وإتمام هبوطه بنجاح خلال تسع دقائق، في مغامرة حُفرت في سجل الإنجازات الرياضية والتقنية.

وقد علّق بومغارتنر على تلك اللحظة بقوله: “عندما كنت واقفًا على قمة العالم، شعرت بتواضع شديد. لم أفكر بالأرقام القياسية أو البيانات العلمية، فقط كنت أريد أن أعود حيًا”، مضيفًا: “أحيانًا علينا أن نرتفع عاليًا جدًا لندرك مدى صغرنا”.

مسيرة حافلة بالقفز والمخاطرة

ولد فيليكس بومغارتنر في النمسا، وبدأ شغفه بالقفز الحر في سن المراهقة، قبل أن يكرّس حياته لاحقًا لرياضات المغامرة، بما في ذلك القفز من المباني الشاهقة والتكوينات الصخرية المرتفعة حول العالم.
ومن أبرز مغامراته، القفز عبر القناة الإنجليزية، والقفز من أبراج بتروناس التوأم في ماليزيا، وكذلك قفزته الشهيرة من تمثال المسيح الفادي في ريو دي جانيرو بالبرازيل.

مواقف مثيرة للجدل

رغم شهرته العالمية، أثار بومغارتنر جدلاً في بلاده بسبب تصريحاته السياسية، إذ عبّر مرارًا عن دعمه للديكتاتورية كنظام حكم، ما جلب عليه انتقادات واسعة. كما صدر بحقه حكم قضائي عام 2010 بدفع غرامة قدرها 1500 يورو بعد اعتدائه بالضرب على سائق شاحنة يوناني في مدينة سالزبورغ.

وداعًا لمغامر لا يعرف المستحيل

برحيل فيليكس بومغارتنر المفاجئ، يطوي العالم صفحة أحد أكثر الرياضيين جرأة في تاريخ الرياضات القصوى، تاركًا إرثًا من الإنجازات غير المسبوقة التي لن تُمحى من ذاكرة المغامرة والابتكار الإنساني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى