فيينا تستعد لانتخابات بلدية وبرلمانية وسط هدوء انتخابي ومنافسة محدودة

تشهد العاصمة النمساوية فيينا أسبوعًا حاسمًا مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والبرلمانية المحلية المزمع إجراؤها يوم الأحد الموافق 27 أبريل الجاري.

تستعد مدينة فيينا لخوض انتخابات بلدية ومحلية حاسمة يوم الأحد المقبل، الموافق 27 أبريل، حيث يتوجه المواطنون النمساويون لاختيار أعضاء المجلس البلدي الذي يعمل أيضًا كبرلمان الولاية، إلى جانب انتخاب ممثلي 23 مجلسًا محليًا للدوائر، وتُجرى الانتخابات وسط أجواء انتخابية هادئة نسبيًا، اتسمت بقصر مدة الحملة الانتخابية وقلة الحماس الشعبي، خاصة بعد أن تزامنت المرحلة النهائية من الحملة مع عطلة عيد الفصح.

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، يُنظر إلى فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) بقيادة عمدة فيينا مايكل لودفيغ (Michael Ludwig) كأمر شبه محسوم. ومع ذلك، يبقى مصير التحالفات المستقبلية غير محسوم، خاصة في ظل التوقعات بأن الأغلبية المطلقة مع شريك الحكومة الحالي، حزب النيوز (NEOS)، قد لا تتحقق، ولهذا، أبقى لودفيغ الباب مفتوحًا للتعاون مع جميع الأحزاب باستثناء حزب الحرية اليميني (FPÖ)، مستبعدًا أي تحالف معه بشكل قاطع.

حملة هادئة وغياب للهجمات السياسية

وبسبب توقعات فوز الاشتراكيين، تجنّبت الأحزاب الكبرى – مثل حزب الشعب (ÖVP) والخضر (Die Grünen) والنيوز (NEOS) – أي هجمات لاذعة ضد الحزب الحاكم، على أمل أن يكون لها نصيب في الحكومة المقبلة، وعلى النقيض من ذلك، اعتمد حزب الحرية (FPÖ) على خطابه التقليدي المنتقد للسلطة الحاكمة، دون أن يحدث ذلك أي مفاجآت انتخابية بارزة.

ختام الحملات الانتخابية: فعاليات في قلب فيينا

تنطلق الفعاليات الختامية للحملات الانتخابية يومي الخميس والجمعة المقبلين، حيث تسعى الأحزاب إلى تعبئة مؤيديها وضمان نسب مشاركة مرتفعة، إذ إنّ أكبر هاجس لدى الحزب الاشتراكي هو ضعف الإقبال نتيجة الثقة الزائدة بالفوز.

  • الخميس: تبدأ حملة حزب الحرية (FPÖ) ختامها بتنظيم فعالية كبرى في ساحة “شتيفانس بلاتس” وسط فيينا، حيث يُلقي زعيم الحزب في فيينا دومينيك نيپ (Dominik Nepp) ورئيس الحزب الاتحادي هربرت كيكل (Herbert Kickl) كلماتهم أمام الحضور.
  • الجمعة: تشهد الساحة السياسية ختام باقي الحملات، حيث:
    • يتخلى حزب الشعب (ÖVP) عن تنظيم مهرجان انتخابي، مكتفيًا بـحملة توزيع منشورات في “روخوس ماركت” يشارك فيها رئيس الحزب في فيينا كارل ماهر (Karl Mahrer).
    • يعقد حزب الخضر (Die Grünen) فعاليته في “مركز العمارة” بمنطقة المتاحف MQ، بمشاركة المرشحة الرئيسية جوديت بويرينغر (Judith Pühringer)، ووزيرة البيئة ليونور غيفيسلر (Leonore Gewessler)، ووزيرة العدل السابقة ألما زاديتش (Alma Zadić).
    • ينظم حزب النيوز (NEOS) تجمعه الانتخابي في “ساحة حقوق الإنسان” المجاورة لمنطقة المتاحف، بحضور شخصيات بارزة على رأسهم: رئيسة الحزب الفيدرالي بياته ماينل-رايسينغر (Beate Meinl-Reisinger)، وزير التعليم والمتحدث باسم الحزب في فيينا كريستوف فيدركير (Christoph Wiederkehr)، والمرشحة الأولى سلمى أرابوفيتش (Selma Arapovic)، ونائبة العمدة بيتينا إيمرلينغ (Bettina Emmerling).
  • أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ)، فيقيم ختام حملته في “سوق فيكتور-أدلر” بمنطقة “فاڤوريتن”، مع خطابات من العمدة مايكل لودفيغ ونائبته كاثرينا غال (Kathrin Gaal)، بينما يحضر نائب المستشار الاتحادي ورئيس الحزب الفيدرالي أندرياس بابلر (Andreas Babler) دون أن يُلقي كلمة.

مناظرة تلفزيونية أخيرة قبل الاقتراع

في مساء يوم 24 أبريل، تلتقي جميع رؤوس القوائم الانتخابية في مناظرة تلفزيونية كبرى تُبث مباشرةً على قناة ORF2 في تمام الساعة 20:15.

التوقعات واستطلاعات الرأي

تشير الاستطلاعات إلى أن الحزب الاشتراكي يحافظ على صدارة النوايا الانتخابية بنسبة تقارب 40%، فيما يحل حزب الحرية ثانيًا بنحو 22%، وهو ما يُمثل تحسنًا كبيرًا مقارنة بالانتخابات السابقة قبل خمس سنوات. إلا أن الفارق لا يكفي لإحداث “منافسة ثنائية” حقيقية.

أما المنافسة الحقيقية فتدور حول المركز الثالث بين الخضر، حزب الشعب، والنيوز، وما إذا كان بمقدور أي من هذه الأحزاب تأمين تحالف ثنائي مع الحزب الاشتراكي في المجلس البلدي الذي يضم 100 عضو.

ملفات قانونية تطال مرشحين بارزين

رغم أن القضايا القضائية لم تحتل حيزًا كبيرًا في الحملة الانتخابية، إلا أن ثلاثة من رؤساء القوائم السبعة يواجهون تحقيقات أو محاكمات:

  • كارل ماهر (ÖVP) يواجه تهمًا بالمشاركة في قضية “فينفيرت – Wienwert” المتعلقة بسوء استخدام الأموال.
  • إرنست نفرِفي (Ernst Nevrivy)، رئيس منطقة تابعة للحزب الاشتراكي، متهم في نفس القضية.
  • دومينيك نيپ (FPÖ) يواجه تحقيقًا في قضية نفقات غير مشروعة، كما هو الحال مع زعيم الحزب السابق هاينتس-كريستيان شتراخه (Heinz-Christian Strache)، الذي يخوض الانتخابات بقائمة مستقلة.

مشاركة محدودة بسبب قيود الجنسية

يبلغ عدد الناخبين المؤهلين لانتخاب المجلس البلدي 1.109.936 ناخبًا. غير أن نسبة غير المؤهلين للتصويت بسبب غياب الجنسية النمساوية تجاوزت 35%، وهو أعلى رقم يسجل في انتخابات فيينا حتى الآن.أما في الانتخابات الخاصة بمجالس الأحياء، فيبلغ عدد الناخبين 1.374.712، إذ يُسمح لمواطني دول الاتحاد الأوروبي المقيمين في فيينا بالتصويت، ويتم انتخاب ما بين 40 إلى 60 عضوًا في كل حي، وتُمنح رئاسة كل حي للحزب الحاصل على أكبر عدد من الأصوات فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى