فيينا تعارض تصنيف الاتحاد الأوروبي للطاقة النووية كمصدر “مستدام” وترفع دعوى ضد القرار
وجّهت فيينا انتقادات حادة إلى سياسة الاتحاد الأوروبي بشأن الطاقة النووية، وذلك بعد أن أعلنت المفوضية الأوروبية عن نيتها تصنيف الطاقة النووية على أنها “مستدامة” ودعمها ماليًا، على غرار مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وأظهرت دراسة جديدة بتكليف من مكتب الدفاع البيئي في فيينا أن الطاقة النووية لا تستوفي معايير الاستدامة الأساسية وتشكل مخاطر بيئية جسيمة، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).
تهدف اللائحة الأوروبية للتصنيف (Taxonomieverordnung) إلى تحديد الاستثمارات التي تُعتبر مستدامة بيئيًا، وتسعى إلى وضع الطاقة النووية على قدم المساواة مع مصادر الطاقة المتجددة. وهو توجه تعارضه عدة دول أعضاء، من بينها النمسا، التي رفعت دعوى أمام محكمة الاتحاد الأوروبي (EuG) ضد هذا التصنيف، ولا تزال القضية قيد النظر.
دراسة: الطاقة النووية ليست مستدامة
كشفت الدراسة المعنونة “الخطابات الاستدامية في قطاع الطاقة النووية” والتي أعدّها “المعهد البيئي النمساوي” (Österreichisches Ökologie-Institut)، أن الطاقة النووية لا تتوافق مع أي من التعريفات الشائعة للاستدامة. وبيّن الخبراء أن هذه التقنية تنطوي على مخاطر بيئية ومجتمعية بعيدة المدى، منها التلوث الناجم عن استخراج اليورانيوم، وخطر الحوادث الجسيمة، بالإضافة إلى غياب حلول نهائية لتخزين النفايات النووية.
وحذّر Norbert Hörmayer، نائب المدافع البيئي في فيينا، من طول مدة بناء محطات الطاقة النووية الجديدة، معتبرًا أنها غير مجدية بالمقارنة مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي يمكن تشغيلها في وقت أقصر وتُعد أقل خطورة. وأكد Jürgen Czernohorszky، المسؤول عن ملف المناخ في حكومة فيينا (SPÖ)، أن “الطاقة النووية ليست مصدرًا مستدامًا للطاقة”.
ندوة نووية في سبتمبر لمناقشة مستقبل الطاقة النووية
من المقرر أن تستضيف فيينا، يوم 19 سبتمبر 2025، الدورة السادسة عشرة من الندوة النووية (Wiener Nuklearsymposium)، بتنظيم مشترك بين بلدية فيينا وجامعة الموارد الطبيعية وعلوم الحياة (BOKU). وستتناول الندوة قضايا تتعلق بالأمان النووي، ودور الطاقة النووية في المستقبل ضمن سياسات الطاقة وحماية المناخ. الفعالية ستكون مفتوحة أمام الجمهور ومجانية.
وفي ختام التصريحات، عبّر Czernohorszky عن أمله في أن يصدر محكمة الاتحاد الأوروبي حكمًا “موضوعيًا وقائمًا على أسس علمية”، يؤدي إلى “إلغاء تصنيف الطاقة النووية كطاقة خضراء على المدى الطويل”.
