فيينا تواجه بداية دراسية صعبة وسط نقص مئات المعلمين ونقابة التعليم تطلق تحذيراً

فييناINFOGRAT:

حذّرت نقابة المعلمين في فيينا من بداية صعبة للعام الدراسي المقبل، بسبب نقص حاد في أعداد المعلمين، خاصة في المدارس الابتدائية وبعض المواد الإلزامية، رغم الجهود المكثفة لسد الشواغر خلال العطلة الصيفية، بحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA).

أعلنت نقابة المعلمين في فيينا أن مئات المعلمين والمعلمات لا يزالون مفقودين في المدارس مع اقتراب النصف الثاني من العطلة الصيفية، ما ينذر ببداية دراسية “صعبة” في خريف 2025، لا سيما في المدارس الابتدائية ومواد التعليم الإلزامي مثل اللغة الألمانية والتربية الرياضية للبنات، بالإضافة إلى نقص في معلمي دعم اللغة الألمانية والتعليم الخاص.

وأعرب توماس كريبس، ممثل المعلمين، عن قلقه قائلاً: “في السنوات الماضية، كانت الأمور تسير بطريقة أو بأخرى، لكن هذا الـ‘بأي طريقة‘ لم يعد مقبولاً. في يوليو وحده، سجلنا نحو 70 استقالة، وأتوقع استقالات أخرى قريباً. الانطلاقة ستكون صعبة”.

نافذة توظيف استثنائية في أغسطس

وللمرة الأولى، فتحت مديرية التعليم في فيينا باب التوظيف خلال العطلة الصيفية، عبر نافذة تقديم طلبات خاصة تمتد من 11 إلى 16 أغسطس 2025، بهدف ضمان توافر العدد الكافي من المعلمين مع بداية العام الدراسي. وذكرت المديرية في بيان رسمي أنه “تم حتى منتصف يوليو تعيين نحو 1250 معلماً جديداً في مدارس فيينا، وما زالت التعيينات مستمرة بشكل متواصل”. وأكدت أنها تعمل “بأقصى طاقتها لتوفير أفضل الكوادر لكل الصفوف الدراسية”.

وبحسب المديرة الجديدة للتعليم في فيينا إليزابيث فوكس، كان عدد المعلمين المطلوبين مع نهاية العام الدراسي السابق حوالي 2000 معلم، مما يشير إلى أن مئات الوظائف لا تزال شاغرة حتى الآن.

أسباب متعددة للأزمة

تزامنت عدة مشاكل مع الاستعداد للعام الجديد، منها أن جداول الحصص الدراسية لم تصل إلى إدارات المدارس إلا قبيل انتهاء الفصل الدراسي السابق، ما اضطر بعض الإدارات إلى إعادة التخطيط ورفض تعيين معلمين كانوا قد تم اختيارهم مسبقاً، وهو ما علق عليه كريبس قائلاً: “سنحتاج إلى هؤلاء الزملاء مجدداً في الخريف بكل تأكيد”.

كما يزداد الضغط النفسي والمهني على الكادر التعليمي، إذ يعاني عدد متزايد من المعلمين من مشاكل صحية تؤدي إلى الغياب لفترات طويلة، وبعضهم لا يتمكن من العودة إلى العمل مع بداية العام الدراسي. وتشير التقارير إلى أن معلمين شباباً يتركون العمل بعد أسابيع قليلة من تعيينهم.

الحلول المطروحة

أشار كريبس إلى أن اللجوء المتزايد إلى المعلمين القادمين من خارج المجال التربوي (ما يُعرف بـ”Quereinsteiger”) أصبح ظاهرة متزايدة في بعض المدارس، لكنه أكد أن هذه ليست حلاً مستداماً، قائلاً: “أنا ممتن لهؤلاء الزملاء الذين يعملون رغم العقبات القانونية والمالية، ولكننا بحاجة إلى معلمين مدربين مهنياً يمكنهم بناء مسيرتهم داخل النظام التعليمي”.

ولتحسين الوضع، شددت النقابة على ضرورة:

  • تحسين ظروف العمل.
  • تقديم دعم إداري واجتماعي ونفسي أكبر.
  • تطوير برامج تدريب جذابة وواقعية، تركز على التعليم الإلزامي في فيينا وتربط الطلبة المتدربين بالواقع العملي منذ بداية دراستهم.

وختم كريبس بالقول: “التدريس في المدارس الإلزامية في فيينا يمثل تحدياً، لكنه أيضاً مصدر للمتعة، إذا ما تم إعداد المعلمين بشكل صحيح”.

مباشر لأحدث القصص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى